نقطة إرتكاز د.جادالله فضل المولي يكتب: مهندس الظلام: من يستهدف شريان الطاقة في السودان؟

في ظل الحرب المستعرة داخل السودان، برزت سلسلة من العمليات التخريبية ممنهجة استهدفت قطاع الكهرباء، ليس من باب الفوضى العشوائية، بل من بوابة التخصص الدقيق والإرادة المبيتة. لم تكن هذه الأفعال مجرد سرقة، بل اختراقاً تقنياًنفّذه محترفون يعرفون مفاصل منظومة الكهرباء عن ظهر قلب.
عمليات تفريغ زيوت المحولات، سرقة كوابل النحاس، وتعطيل المحطات، كلها تمت بطريقة تدلّ على درايةعميقةبالبنية الكهربائية من يعرف كيف يفرّغ زيت المحول دون تلف، ثم يفك مكوناته ويهرب بها بصمت، لا يمكن أن يكون مجرد لصّ متهوّر، بل فني كهرباء أو مهندس توزيع يعمل إما خلف الستار أو بتوجيه من مخابرات خارجية لتدمير القطاع الحيوي. هؤلاءليسوا لصوصاً، بل خبراء على مهمة قذرة.
زيت المحول ليس مادة عادية، بل هو العنصر الأساسي لعزل التيار ومنع الصعق الكهربائي. تفريغه يعني تعطل المحول بالكامل، وبالتالي تسهيل الوصول إلى النحاس داخله دون خطر. هذا العمل لا يتطلب قوة، بل معرفة دقيقة،أين يوجد البرغي؟.كيف يُفصل التيار؟. وأين يكمن النحاس الأغلى قيمة؟
ما حدث لا يمكن اعتباره فعلاً فردياً. فالمحطات الكبرى استُهدفت، وتم نهب المكونات بدقة دون تدمير شامل، وكأن الفاعل أراد تعطيل المنظومة دون إحداث ضجة. يُحمّل الشك مسؤولية لجماعات مدربة يديرها عقلٌ خارجي مخابرات أجنبية. دعم لوجستي ضمن مليشيات متعاونة.شبكات تهريب المعادن.
هناك أسئلة لابد من أن تُطرح والإجابة عليها،من يموّل هذه العمليات؟.كيف يُنقل النحاس بكميات ضخمة دون أن يُكشف؟أين تُباع هذه المواد؟ وما علاقتها بسوق المعادن العالمي؟.لماذا تصمت جهات المسؤوله يُفترض تشكيل لجنة وطنية من خبراء متخصصين وقانونيين وفنيين وأجهزة مخابرات واستخبارات هذه المعضلة تمس الامن القومي.
الطاقة هي أساس الحياة، وهي أول قطاع يُستهدف حين يُراد ضرب الدولة من الداخل. تعطيل الكهرباء يعني شلل اقتصادي، رعب اجتماعي، وانهيار الخدمات الأساسية. وما جرى ليس مجرد سرقة وهو اكبر من ان تقوم به مليشيات له مابعد بل خيانة مدروسةفي وضح النهار والمعادلة واضحة من يقتل الكهرباء، يذبح الدولة بصمت. حفظ الله السودان وشعبه. meehad74@gmail.com
الهندي عزالدين التحية لجيشنا العظيم ومنظومة الصناعات الدفاعية
ودّعنا فجر أمس ، من محطة السد العالي في “أسوان” الجميلة الرائعة ، ركاب القطار …