‫الرئيسية‬ مقالات حسن النخلي يكتب التحليق وسط الزحام _(ديسمبر )ونظرية الفوضي الخلاقة
مقالات - ‫‫‫‏‫ساعتين مضت‬

حسن النخلي يكتب التحليق وسط الزحام _(ديسمبر )ونظرية الفوضي الخلاقة

الثورة والإنتفاضة والفوضى هي مصطلحات غالبًا ما تستخدم لوصف التغيرات السياسية والاجتماعية في المجتمعات. وقد يظن البعض أنھا تحمل نفس المعني بل في الحقيقة إن لكل من هذه المصطلحات معنى مختلفًا عن الآخر .

فالثورة هي حركة شاملة تهدف إلى تغيير النظام السياسي والإجتماعي بشكل جذري، والثأئر الحقيقي يثور ليغير ثم يھدأ ليعمر .

بينما الإنتفاضة هي حركة إحتجاجية شعبية وقد تكون من شريحة معينة من الشعب او كلھ تهدف إلى التعبير عن الإستياء والغضب تجاه سياسات معينة أو ظروف اجتماعية محددة . أما الفوضى فهي حالة من الإضطراب والفوضى العارمة التي قد تنتج عن إنهيار النظام السياسي أو الاجتماعي.

في هذا السياق، يأتي التساؤل الذي يدور في الأذھان حول ماھية ما عرف بثورة (ديسمبر )في السودان. فعند إخضاع تلك الظاهرة للقياس حسبى التعريفات الشائعة للحركات الثورية بكافة أنواعها، نجد أنها لا تتفق مع أي نوع من أنواع تعريف الثورات. ولكنها مثلھا كمثل كثير من الانتفاضات الشعبية التي سميت بثورة وهي لم تكن كذلك. فمنها ما كان محاولة انقلابية على السلطة، وإن كانت الجهة المنفذة قوة مدنية أو غير ذلك فلا يشترط في الثورات أن تكون دوما عسكرية أو مسلحة. لكل نوع من أنواع الثورات أدواته وأهدافه.

وعندما تكون أهداف الثورة جزئية ولا تستهدف تغيير النظام فإنها تكون ثورة تصحيحية،وغالبا ماتكون من داخل النظام نفسھ كما حدث في أكتوبر 2021 من قبل رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، حيث قام بحل مجلسي الوزراء والسيادة هادفا من ذلك إعادة صياغة الوثيقة الدستورية التي تم التوقيع عليها مع قوى الحرية والتغيير الممثل لقوى ما يعرف بالثوار.

 

وبالرجوع للأحداث لعام 2019، نجد أن الحراك ضد نظام الإنقاذ لم يكن جماهيريا بالمعنى المفهوم، بل كان من فئات عمرية فيھم من ھو دون سن الرشد (أطفال ) وھذا إنما يدل علي عدم المصداقية بأستخدام الأطفال وكان معظمهم طلبة جامعات أو حديثي العهد بالحياة العملية وأغلبهم عاطل عن العمل لأسباب عديدة أهمها انشغال الحكومة عن قضايا الشباب والقمع الذي طال تلك الشريحة من المجتمع. فأنتفضت تلك الفئة ضد الحكم كطبقة متعلمة تحمل هموم الوطن وتحلم بالتغيير. كانت مجرد انتفاضة ولكنها لم ترق إلى مصاف الثورة.

 

والدليل على ذلك حتى عندما حالفها الحظ وصارت شريكا في الحكم لم تستطع أن تتحرك قيد أنملة للأمام لتصحيح الأوضاع لأنها كانت تفتقر لمواصفات الثورة من حيث القائد والأهداف. بل فيما بعد أنشأوا ما يعرف بالقيادة المركزية ولم نر لهم قائد ولا مركز. وعليه تم اختطاف تلك الانتفاضة والإنجازات ونسبت لغيرهم وظلوا وھم ما بين( ثائرون ) و(غاضبون ) وصابناااااھا .

 

وقوى الحرية والتغيير تسوقهم نحو حتفهم ولا تعبأ بهم، وليس هناك هدف غير إشاعة الفوضى وقطع الطريق حتى ملهم الشعب وأباؤهم وباتوا يرفعون شعارات يندي لها الجبين لا علاقة لها بقيم أو دين، متزرعين بذلك عداءهم للإسلاميين.

 

بالله عليكم أي عقل هذا وعن أي علم تتحدثون؟ فهل الدين خاص بجماعة؟ فالدين هو لله خالصا. مالكم كيف تحكمون ؟

 

خلاصة القول، ديسمبر انتفاضة شريحة معينة من الشعب تم استخدامها بواسطة جهات استخبارتية عالمية لاستهداف السودان كيانا وشعبا. مستخدمة أوضع الأساليب من نشر للمخدرات والدعارة والدعوة للمثلية والخروج عن طاعة الوالدين في حتي الغرب ينكرھا في مجتماعاتھ .أبتذال يندي لھ الجبين. فلما استعصي عليھم أشعلوا نار الحرب التي كان ضحاياھا الشباب وأول المستھدفين وكانت خير دليل علي حجم التأمر علي السودان واھلھ الطيبين .

انتبهوا أبناء الوطن، لقد تم تشريدكم بدول الجوار وقتل آباءكم وأحبابكم واغتصاب أخواتكم. فارفضوا تلك الفئة الخائنة المرابية باسم الحرية والتغيير.

اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

حفظ الله البلاد والعباد.

جيش واحد شعب واحد.

ودمتم سالمين ولوطني سلام.

الثلاثاء/ 5/8/2025

‫شاهد أيضًا‬

اوشيك تبحث فرص التعاون مع الاتحاد الأفروآسيوي

على هامش مشاركتها في مؤتمر السياحة العلاجية المنعقد بالقاهرة، أجرت الدكتورة سامية أوشيك ال…