‫الرئيسية‬ مقالات حسن النخلي يكتب التحليق وسط الزحام – الاتحاد الفيدرالي والسودان
مقالات - ‫‫‫‏‫5 ساعات مضت‬

حسن النخلي يكتب التحليق وسط الزحام – الاتحاد الفيدرالي والسودان

إن الدوافع لطرح نظام الحكم الفيدرالي في السودان لا تخفى على أحد، . ولكننا نود أن نشير لحالتين من الاتحاد والتوافق تمت في نظام الحكم في السودان،خلال حقبتين من التأريخ كان الفاصل بينھما أكثر من قرنين من الزمان فلنرى ما هما ؟،وماذا كانت نتيجتهما؟.

 

كان التحالف الأول في بدايات عام 1500م بين العرب والنوبة، بقيادة عبد الله جماع وعمارة دنقس. هذا التحالف كون مملكة الفونج، أو الدولة السنارية، (السلطنة الزرقاء) التي استمرت من عام 1504م إلى عام 1821م. خلال هذه الفترة، شهدت المملكة نموًا وتجارة وانتشارًا للعلم داخل وخارج البلاد. مازالت هناك شواهد على ذلك العصر من المساجد والخلاوي والرواق السناري في الأزهر الشريف. كما شهد عصر الفونج تطور النمط في الزراعة من ناحيتي الكم والكيف، وإدخال نظام الري بالساقية إلى وسط السودان. وفي عصر مملكة الفونج، ازدهرت الخرطوم تجاريًا، وتوسعت حتي شملت حدود ولاية الخرطوم الحالية من المدن والقري والديوم وما إلي ذلك من تعريفات أسماء المناطق السكنية فصارت الخرطوم حلقة وصل ما بين أواسط وغرب أفريقيا نحو الشرق الأوسط والهند وبلاد الشام والحجاز والعراق. حتى عرف السناريون الصين. أما عن مصر، فالسلطنة الزرقاء هي من وضعت أسس التبادل التجاري والثقافي بين السودان ومصر ما بعد قيام أول مملكة إسلامية في السودان. (ومن هنا يبدأ تاريخ السودان الحديث، لا من خروج الإنجليز.) و لنا في ھذا مقال .وننوة ان نظام الحكم في مملكة الفونج لم يكن فيدراليا وكان ھذا أحد اسباب سقوط تلك المملكة (مركزية السلطة ) ورغم ذلك عاشت المملكة بسبب الأتحاد لأكثر من ثلاثة قرون.

 

أما التحالف الثاني، فهو لم يكن بين طرفين ولا عنصرين، بل بين حركات مسلحة وشعب وجيش وطني. فشكلوا قوة ضاربة إستطاعت أن ترد قوات متمردة وطابور خامس تم زراعته في خاصرة الدولة السودانية لتفكيكها من الداخل بشتى السبل. ولكن ذلك الإنضمام والإتحاد من( حركة العدل والمساواة)و (حركة تحرير السودان) ( ودرع السودان) و(كتائب البرآء) إلى الجيش السوداني، ووحدة الصف في الجبهة الداخلية، شكل كل درعًا منيعًا لحماية وحدة السودان والحفاظ على دولته. وساھم في تشكيل حكومة انتقالية بعد دحر التمرد وما كان ذلك إلا عن طريق الإتحاد .فكما هو معروف أن الاتحاد قوة.

ولإكمال هذا المسار في التأمين والاستقرار لهذا الوطن، ولقطع الطريق على كل عميل ومرتزق وإسكات كل متنطع من أرباب الحزبية البغيضة المنتفعة ، فلا بد لنا من نظام حكم يوحد البلاد وينهي الإقصاء ويرسخ للديمقراطية والشورى ويعلي قيمة الإنسان. وبحسب رؤيتنا في “التحليق”، فإن المنصة التي يجب أن ننطلق منها إلى الأمام وتحقق الأمل لهذه الأمة هو هذا العنوان: الحكم الاتحادي الفيدرالي.

 

وحفظ الله البلاد والعباد

جيش واحد شعب واحد

ودمتم سالمين ولوطني سلام.

السبت /9/8/2025

‫شاهد أيضًا‬

مسارات د.نجلاء حسين المكابرابي  انتاج الفكرة الاقتصادية 

دائما مانهتم بمتابعة الحداثة والتطوير في كافة انحاء العالم ، لكي نساهم في بناء السودان الج…