اتجاه البوصلة بقلم: أ. الجزولي هاشم الأمة المحاربة… بين المقاومة والمبادرات الشعبية

في ظل معركة الوجود التي يخوضها السودان اليوم ضد مشروع تفكيك الدولة وتمكين المليشيات، لم يعد مصطلح “الأمة المحاربة” مجرد تعبير بلاغي، بل أصبح توصيفًا دقيقًا لحالة وطنية شاملة تتجاوز الجيوش النظامية لتشمل المجتمع نفسه بكل مكوناته الفاعلة.
فالأمة المحاربة ليست فقط من تقف في الخنادق وتواجه الرصاص، بل هي أيضًا تلك التي تنهض خلف الجبهات، تبني وتضمد الجراح وتعبّئ الوعي. في هذا السياق تتعدد *أشكال المشاركة المجتمعية*، التي شكّلت ظهرًا وسندًا للمشروع الوطني:
– *المقاومة الشعبية*: وهي رأس الرمح في المعركة، تقاتل وتدافع عن السيادة بلا مساومة، تمثل الإرادة الحرة التي ترفض الرضوخ، وتتمدد من المدن إلى الأرياف.
– *التنسيقيات المجتمعية*: أطر منظمة أنشأتها الإرادة الشعبية في الأحياء والقرى، تقوم بأدوار تموينية، لوجستية، توثيقية، وتنظيمية. ساعدت في تعبئة المجتمع، وترسيخ مفاهيم الحماية الذاتية والتكافل.
– *المبادرات الشبابية والأهلية*: من الطبابة إلى التعليم الطارئ، ومن حملات النظافة والبناء والإعمار إلى جهود المصالحات، هذه المبادرات تعبّر عن وعي عميق بدور المواطن في دعم الجبهة الداخلية.
هذه الأشكال ليست بديلة عن الدولة، لكنها تؤكد أن الأمة الحية قادرة على تجاوز الشلل السياسي ومقاومة المشاريع الهدامة، عندما توافرت لها القيادة الواعية والمشروع الجامع.الأمة المحاربة ليست فقط التي لا تنكسر في الميدان، بل هي التي تُجيد البناء وهي تقاتل. وتلك هي البوصلة.
مسارات د.نجلاء حسين المكابرابي انتاج الفكرة الاقتصادية
دائما مانهتم بمتابعة الحداثة والتطوير في كافة انحاء العالم ، لكي نساهم في بناء السودان الج…