أصل_القضية |من سلسلة الجسر والمورد الوعي المالي… من إدارة الأزمات إلى إطلاق نيلوكوين محمد أحمد أبوبكر – باحث بمركز الخبراء للدراسات

في اليوم العالمي للتوعية المالية، تتسابق الأمم لتذكير شعوبها بأن المال ليس مجرد أوراق نقدية أو أرقام في حسابات مصرفية، بل هو مهارة حياة، وأداة للبقاء، وجسرٌ للتنمية. بالنسبة للسودان، تأتي هذه المناسبة في ظرف فارق: منذ ١٥ أبريل ٢٠٢٣م دخلت البلاد منعطفًا تاريخيًا لم يعرف له مثيل، حيث أصبحت المعركة الحقيقية اليوم ليست فقط في ميادين القتال، بل في كيفية إدارة الموارد المالية الشحيحة وبناء مستقبل اقتصادي مستدام.
الوعي المالي: خطوة أولى نحو الاستقرار
الوعي المالي يعني ببساطة أن تعرف:
●كيف تنفق بذكاء؟
●كيف تدّخر للمستقبل؟
●كيف تستثمر في ما ينفعك وينفع مجتمعك؟
إنه ليس علماً نظريًا بل ثقافة مقاومة في وجه الأزمات. فكل مواطن واعٍ ماليًا هو جندي آخر في معركة الصمود الاقتصادي.
لماذا نحتاج الوعي المالي الآن؟
الحرب خلّفت واقعًا قاسيًا:
●تضخم متصاعد ينهش الجيوب.
●توقف مصادر دخل لكثير من الأسر.
●تراجع الثقة بالمؤسسات المالية.
في مثل هذه الظروف يصبح الوعي المالي أداة بقاء: فهو الذي يحمي الأسر من الانزلاق في الديون، ويمنح الشباب أملًا عبر مشاريع صغيرة، ويعيد للمجتمع ثقته في إمكانية النهوض من جديد.
المصارف السودانية: مدارس للوعي المالي
إذا كان المواطن هو نقطة البداية، فإن المصارف السودانية هي الأداة المؤسسية لنشر الثقافة المالية. ويقع على عاتقها:
١. نشر الثقافة المالية عبر حملات وورش مبسطة للأسر والشباب.
٢. تقديم منتجات مالية مرنة تناسب مرحلة ما بعد الحرب، مثل حسابات ادخار صغيرة وقروض إنتاجية.
٣. الاستثمار في التكنولوجيا المالية (FinTech) وتبسيط الخدمات عبر الهواتف المحمولة.
٤. إعادة بناء الثقة بالشفافية والاستجابة الفعّالة لاحتياجات العملاء.
نيلوكوين: مستقبل الاقتصاد الرقمي السوداني:
وفقًا لرؤية الجسر والمورد، فإن العملة الرقمية السودانية (نيلوكوين) ليست فكرة ترفيهية، بل مشروع استراتيجي لإنقاذ الاقتصاد الوطني وربطه بمستقبل التكنولوجيا المالية.
لماذا نيلوكوين؟
●تقليل الاعتماد على النقد الورقي وما يحمله من مخاطر الفقدان والتزييف.
●تسهيل المعاملات عبر الهاتف المحمول في ظل غياب البنية التحتية التقليدية.
●دمج الاقتصاد غير الرسمي في النظام المالي الوطني.
●توفير منصة آمنة للادخار والتحويلات داخل وخارج السودان.
من يجب أن يقود المبادرة؟
●اتحاد المصارف السودانية: لتوفير البيئة المصرفية الآمنة.
●شركات الاتصالات (سوداني، زين، MTN): لدمج العملة الرقمية في خدمات الهواتف المحمولة، بما يسهل الوصول حتى لأبعد القرى.
●اتحاد شركات التأمين: لاعتماد نيلوكوين كأداة دفع حديثة في أقساط التأمين، بما يعزز الثقة والانتشار.
بهذا، يمكن أن تصبح نيلوكوين رمزًا للسيادة الرقمية وأداة لتعزيز الشمول المالي، ومشروعًا يوحد البنية المصرفية مع التكنولوجيا الحديثة.
اليوم العالمي للتوعية المالية: فرصة للسودان:
هذه المناسبة العالمية يجب ألا تمر مرور الكرام، بل تكون إشارة انطلاق لمبادرات وطنية، مثل:
●حملات تثقيفية جماهيرية حول الوعي المالي.
●إطلاق برامج إدخال الأطفال والشباب في مفهوم الادخار والاستثمار.
●إطلاق حوار وطني حول نيلوكوين باعتبارها أداة المستقبل.
🔔 نداء وطني: نحو شراكة للمستقبل:
إلى اتحاد المصارف السودانية، وشركات الاتصالات – سوداني، زين، MTN، واتحاد شركات التأمين السودانية:
إن السودان اليوم يقف عند مفترق طرق، بين واقع الحرب وضباب الأزمات، وبين حلم النهوض وبناء اقتصاد عصري قائم على المعرفة والثقة. وأنتم – بما تملكون من خبرة وإمكانات وشبكات واسعة – لستم مجرد مؤسسات خدمية، بل أنتم ركائز وطنية قادرة على قيادة التحوّل.
●أنتم من يستطيع إعادة الثقة للمواطن البسيط في النظام المالي.
●أنتم من يملك مفاتيح دمج الريف بالحضر عبر التكنولوجيا المالية.
أنتم من يمكنه أن يجعل من نيلوكوين عملة وطنية رقمية آمنة، تنقل السودان من اقتصاد التشتت إلى اقتصاد الشمول والاستقرار.
إن اليوم العالمي للتوعية المالية ليس مجرد مناسبة دولية، بل فرصة تاريخية لتعلنوا معًا عن تبنّي مشروع وطني جامع:
●تثقيف مالي جماعي يبدأ من المدارس حتى الأسواق.
●تعاون مصرفي – اتصالي – تأميني لإطلاق نيلوكوين كرمز للسيادة الرقمية.
●التزام وطني بأن تكونوا جسورًا للثقة وموردًا للنهوض.
يا حراس المال والاتصال والتأمين، التاريخ يكتب الآن… فلا تفوّتوا الفرصة. فالمستقبل لن ينتظر المترددين، بل سيصنعه المبادرون.
أصل القضية،،،
الوعي المالي بعد ١٥ أبريل ٢٠٢٣م ليس مجرد نصيحة اقتصادية، بل هو فعل وطني واستراتيجي. والمصارف، وشركات الاتصالات، واتحاد شركات التأمين، مدعوون اليوم لتبني مشروع نيلوكوين، كجسر من الحاضر إلى المستقبل، وكأداة لإعادة الثقة والقدرة الاقتصادية للسودان.
تقرير مثير القونى دقلو… إصابة خطيرة تكشف المستور وتفجر الخلافات تقرير : عثمان عبد الهادي
جاء فى الاخبار ان طائرة اماراتية خاصة نقلت القونى دقلو إلى الإمارات ليتعالج فيها بعد أن اص…