‫الرئيسية‬ مقالات نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  يكتب: شكراً لمن سلّحنا بالخذلان.. واعتذر لمن قاتل معنا بالصمت
مقالات - ‫‫‫‏‫13 ساعة مضت‬

نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  يكتب: شكراً لمن سلّحنا بالخذلان.. واعتذر لمن قاتل معنا بالصمت

في زمنٍ تتكلم فيه البنادق أكثر من البيانات، وتُكتب فيه المواقف بالدم لا بالحبر، وجد السودان نفسه في قلب معركة لا تشبه الحروب التقليدية. معركة فيها من يطلق النار ومن يطلق التصريحات من يرسل الذخائر ومن يرسل التغريدات، ومن يختار أن يراقب المشهد من شرفة الحياد بينما تُحرق الخرطوم وتُغتال الحقيقة.

 

شكراً لمن سلّحنا بالخذلان، لمن فتح أبوابه للتمرد وأغلقها في وجه الشرعية، لمن استقبل قادة الفوضى وودّع صوت الدولة، لمن اختار أن يكون جزءاً من الأزمة وهو يدّعي الحياد. شكراً لأنكم علمتمونا أن الأخوة لا تُقاس بالأعلام المشتركة ولا بالبيانات المنمقة، بل بالمواقف حين يشتد الخطب وتضيق الخيارات.

 

واعتذر لمن قاتل معنا بالصمت، لمن لم يملك منصات إعلامية ولا جيوشاً إلكترونية، لكنه حمل السودان في قلبه ودعا له في خلواته، لمن أرسل المساعدات دون أن يطلب الشكر، لمن وقف معنا دون أن يطلب مقعداً في المشهد السياسي. هؤلاء هم من يستحقون الاعتذار لأننا لم نذكرهم بما يكفي، ولم نمنحهم ما يستحقون من الوفاء.

 

الحرب لم تكن فقط بين جيش وتمرد، بل بين صدق وخيانة، بين من يرى السودان وطناً ومن يراه ورقة تفاوض. والآن، بعد أن سقطت الأقنعة، لم يعد هناك وقت للمجاملات. فالسودان لا يحتاج إلى من يواسيه بالكلمات، بل إلى من يداوي جراحه بالفعل.

 

في لحظة كهذه، لا بد أن تعيد الحكومة السودانية حساباتها، أن تكتب قائمة جديدة للحلفاء، لا بناءً على المصالح المؤقتة، بل على المواقف في زمن المحنة. لأن من سلّحنا بالخذلان لا يستحق إلا أن يُسلّح بالنسيان،وان يشطب من قائمةالاصدقاء، ومن قاتل معنا بالصمت يستحق أن يُكتب اسمه في ذاكرة الوطن.حفظ الله السودان وشعبه من كل فتنة ومن كل طامع في أرضه وكرامته.

‫شاهد أيضًا‬

وزير الداخلية يدشن الخدمات الجمركية بمحطة قري

الخرطوم: 5minute-news افتتح وزير الداخلية الفريق شرطة حقوقي بابكر سمره مصطفي صباح اليوم ال…