أميرة كمال مصطفى تكتب  مهند فضل.. ابتسامةُ وطنٍ تعانق سماء الخلود

في زمنٍ تعصف به الفتن وتتهاوى فيه القيم أمام مغريات الدنيا اختار شابٌ اسمه مهند فضل أن يسلك طريقًا آخر طريقًا لا يعرف إلا الشموخ والإقدام. لم يكن مضطرًا أن يترك الراحة والرفاه، ولا أن يودّع حياة هادئة مستقرة بين أسرته وأحلامه، لكنه لبّى نداء الوطن حين نادى وانحاز إلى ساحات التضحية حيث لا صوت يعلو على صوت “الله أكبر”.

⭕من نعيم الراحة إلى صخب الميدان

كثيرون يكتفون بالمشاهدة يراقبون الأحداث من خلف الشاشات لكن مهند كان مختلفًا سمع نداء الأرض والعرْض فانتفض ترك عالمًا كان يمكن أن يمنحه كل أسباب الراحة وذهب طوعًا إلى عالمٍ يعرف أن نهايته إما النصر أو الشهادة. لم يذهب بحثًا عن مجدٍ شخصي أو منصبٍ دنيوى بل ذهب لأنه آمن أن الوطن لا يُصان إلا برجالٍ يضعون أرواحهم درعًا أمام سهام الطغيان.

⭕ابتسامة لم تنكسر

عرفه رفاقه في ساحات الوغى مبتسمًا. يضحك حين يشتد القتال ويمازح أصحابه قبل أن يندفع نحو خطوط النار. ابتسامته كانت رسالة قويه وهى أن من يسير في درب الحق لا يعرف الخوف وأن من يضع الله غايته لا يعرف الانكسار. حتى لحظة استشهاده ظلّت ابتسامته مرافقةً له شاهدةً على صفاء قلبه ويقينه بأن ما عند الله أعظم.

🛑الشهادة ميلادٌ آخر

حين ارتقى مهند عن الحياة الدنيا سجل ميلادًا جديدًا في سجل الخالدين. جسده ضمّه تراب كردفان، لكن روحه ارتفعت تحمل بشرى النصر وتقول للأحياءإن العزة لا تُشترى بالراحة وإنما تُنتزع بالتضحية لقد رحل جسدُ مهندلكن بقيت رساله (أن الابتسامة في ساحات الحرب أقوى من الرصاص وأن الشهادة هي

الامتداد الحقيقي للحياة.)

💥وطنٌ يبتسم بدمائه

رحيل مهند ليس غيابًا، بل حضورٌ أعمق هو ذاكرة متقدة في قلوب كل السودانيين وهو قنديل يضيء للأجيال القادمة معنى أن تحيا كبيرًا وتموت كبيرًا. لقد أثبت أن الوطن لا يبنيه أولئك الذين يهربون إلى الظلّ ويتسكعون فى السفارات الاجنبيه بل الذين يتركون مقاعد الراحة ليقفوا في وجه العاصفة.

سلام عليك يا مهند يوم ولدت ويوم ابتسمت في وجه الدنيا ويوم ابتسمت في لحظة الوداع. سلام على روحك التي ما وهنت وما ضعفت وما بدّلت وسلام على كل من يسير على خطاك يعلم أن الشهادة ليست نهاية بل الشهداء أحياء عند ربهم

حفظكم الله ورعاكم