قبل المغيب عبدالملك النعيم احمد الشائعات…وآفة الأخبار رواتها

26اغسطس 2025م
الشائعات معروفة في علم الإعلام ولها عدة مهام يمكن ان تؤديها في حالة إستخدامها للغرض المطلوب ولكنها بالقدر نفسه تظل سلاحا قاتلا للمجتمع إن استخدمت من غير أهلها وفي غير زمانها ومكانها…
عندما تستخدم بمهنية عالية في لجس نبض المجتمع تجاه قضية معينة قبل ان يتم فيها اتخاذ القرار النهائي…يستفاد من رجع الصدي من اطلاق تلك الشائعة لتصحيح مسار الخطة وربما لإلغاء الفكرة نفسها عندما رد الفعل تجاهها سالبا بالقدر الذي يمكن أن يهدم المجتمع…
من الناحية الثانية فان الشائعة وعمليات التضليل الإعلامي يمكن أن تطلق للنيل ممن تخالفه الرأي أو ينازعك في سلطة او جاه او من تخوض معه معركة ايا كانت أو من حقق إنتصارا عليك ولا تستطيع محاربته في ارض المعركة ولكن تبحث عن الانتصار عليه بتدمير الروح المعنوية لجنوده أو حتي مناصريه من عامة الشعب..وتلك هي حالة من يحاربون السودان حاليا بمحاولة بث الرعب في نفوس المواطنين باستغلال بعض الأحداث أو وجود بعض الثغرات في الساحة أو ربما بسبب إخفاء معلومات لتقديرات خاطئة ولربما لو نشرت في حينها وبشفافية وفي توقيتها المناسب لكانت قد أغلقت الباب أمام تمدد الشائعة وانتشارها وبالتالي يفشل مخطط من يسعون للنيل من الوطن…
تابعنا في الأيام الأخيرة الحديث بقوة في الإعلام المضاد عن انتشار غير مسبوق لحمي الضنك والملاريا في العاصمة الخرطوم وجاء ذلك متزامنا مع العودة الطوعية للمواطنين الي ديارهم خاصة بعد تكاتف المجتمع بكل فئاته مع مؤسسات الدولة والدول الصديقة في كل من مصر والسعودية بتسيير القطارات والبواخر المجانية والطيران المدعوم والبصات المجانية بالمئات لتنفيذ البرنامج…لا احد يستطيع ان يقول انه لا توجد حميات بمختلف انواعها ولكنها في ظروف الحرب وتدهور صحة البيئة بسبب الجثث وقلة المياه تبدو معروفة ولكن المعالجة قد بدأت مبكرا في اصحاح البيئة وتوفر الإدوية وانسياب المياه لعدد من المرات في الاسبوع وتوفر الخدمات بنسبة معقولة رغم انها أقل من المطلوب من كهرباء وسلع استراتيجية ومواصلات….والامن اولا واخيرا…الحنين الي الوطن وحب العودة للديار جعل معظم المواطنين يتجاوزون تلك المشاكل عندما قارنوها بمرارة النزوح داخليا واللجوء خارجيا….ولعل تشريد المواطنين من منازلهم وتخويفهم من الرجوع بالكثير من الشائعات كان هدفا أساسيا للدعم السريع والمليشيا والمرتزقة لذلك راجت الشائعات ونشطت غرف التضليل الاعلامي داخليا وخارجيا…
من الموضوعات التي تمددت فيها الاشاعة هذه الأيام هي قرارات الفريق اول البرهان باحالة قيادات في الجيش للمعاش وحالات ترقيات وهي بالطبع إجراءات عادية وروتينية لتراتبية الجيش وضرورة الاحتفاظ بهيكله المعروف في الرتب العسكرية لكل فئة…ولكن جاءت الشائعات والتضليل الاعلامي بان هذا استهداف لفئة معينة لا يرضي عنها الغرب عقب لقاء البرهان بمساعد الرئيس الامريكي مسعد بولس للشؤون الافريقية مؤخرا في زيورخ بسويسرا واعتبرها اصحاب غرف التضليل انصياع لتوجيهات امريكية والاتجاه نحو تعطيل معركة الكرامة…ولكن ذهب رئيس مجلس السيادة معزيا في شهيد الوطن مهند فضل المولي وقالها بالصوت العالي بعد ان حيا الشهداء من القوات المسلحة والمشتركة والمسنفرين وقوات جهاز المخابرات العامة بان الكلمة لمن هم في ميدان القتال وأن حرب الكرامة حتي تستمر حتي تطهير البلاد من اخر جنجويدي ومرتزق ودعم سريع…وبهذه الكلمة قد أغلق الباب امام اي عودة للمربع الأول ومضي القوات المسلحة بدعم الشعب في تحرير البلاد حتي آخر شبر مبشرا بالاختبارات في ولايات كردفان ودارفور…
بالواضح فتح الرحمن النحاس لن يصلح العطار ماأفسده الدهر.. صائدو التمرد أم صائدة البمبان..؟!! ماعاد بيننا مكان لزمن الموات..!!
عشرات المواقف خلال عدة تظاهرات رأينا فيها من يلتقطون قنابل الدخان (البمبان) ويردونها علي أ…