‫الرئيسية‬ مقالات نقطة إرتكاز د. جادالله فضل المولي يكتب:حين تُصلب الكرامة على جذع شجرة
مقالات - سبتمبر 11, 2025

نقطة إرتكاز د. جادالله فضل المولي يكتب:حين تُصلب الكرامة على جذع شجرة

نقطة إرتكاز  د. جادالله فضل المولي يكتب:حين تُصلب الكرامة على جذع شجرة

في مشهدٍ صادم لا يشبه إلا أسوأ ما أنتجته الحروب من بشاعة،ولايشبه الإنسان السوداني الذي عرف بانه اخو البنات فقد ظهر مقطع فيديو صادم يُجسد انهياراً أخلاقياً وإنسانياً لا يمكن تبريره أو السكوت عنه.

 

فقد قام احد افراد مليشيات الدعم السريع بتقييد وربط امرأة سودانيةتسمي قسمة علي شجرة، في مشهد يُراد منه القتل، الإذلال، والإرهاب. فقد فارقة هذه المرأة الحياة تحت التعذيب، ماذنبها فإنها لا تحمل سلاحاًولا تهدد أحداً هذا المشهد الصادم يعد إنتهاك كرامة وطنٍ بأكمله، وضمير الإنسانية الذي يبدو أنه غاب عن من ارتكب هذا الفعل.

 

العبارات العنصرية التي وُجّهت إليها،من قبل فرد من أفراد المليشيا لم تكن مجرد كلمات، بل طعنات في قلب المجتمع، في نسيجه، في تاريخه، وفي قيمه التي لطالما تغنّى بها. هذه ليست حادثة فردية، بل جريمة تحمل رمزية مرعبة أن المرأة السودانية، التي كانت دوماً رمزاً للصمود، تُهان وتُعذّب وتُهدد بالموت على يد من يفترض أنهم أبناء وطنها.

 

ما حدث ليس فقط انتهاكاً لحقوق الإنسان، بل هو إعلان سقوط أخلاقي مدوٍّ، يجب أن يُواجَه لا بالصمت، بل بالغضب، بالرفض،بالمحاسبة لا يمكن أن يُمرر هذا المشهد كخبرٍ عابر، ولا يمكن أن يُنسى في زحمة الأحداث. لأن من يُعلّق امرأة على شجرة، يُمكنه أن يُحرق قرية، أن يُهدم وطناً، أن يُعيدنا إلى عصور الظلام.

 

المرأة التي عُلّقت لم تكن وحدها، بل كانت تمثل كل امرأة سودانية، كل أم، كل أخت، كل ابنة، كل صوتٍ حرٍّ في هذا الوطن. ومن صوّر، ومن نشر، ومن برّر، ومن سكت، كلهم شركاء في الجريمة. لأن الصمت في مواجهة القبح، هو قبحٌ آخر.

 

السودان لا يُبنى بالرصاص، ولا يُحمى بالإرهاب، ولا يُدار بالخوف. السودان يُبنى بالعدالة، بالكرامة، بالإنصاف وباحترام الإنسان مهما كان لونه أو قبيلته أو فقره أو صوته. وما حدث يجب أن يكون نقطة تحول، لا مجرد صدمة، يجب أن يُفتح فيه تحقيق،ويوثق ويُرفع للمحكمة الجنائية الدولية كنوعٍ من أنواع الانتهاكات لحقوق الإنسان،التي يُحاسب فيها كل من تورط، ويُقال فيه للعالم هذه أخلاق المليشيا، كلما دخلوا قريةً أفسدوا فيها، دمّروا الحرث والنسل، والمجتمع الدولي يراقب وهو صامت.

 

حين تُصلب الكرامة على جذع شجرة، لا يكون الوطن بخير. وحين تُهان المرأة بهذه الطريقة، لا يكون المجتمع حيّاً. وحين تُصبح العنصرية أداة تعذيب، لا يكون هناك مستقبل. فلنقف جميعاً، لا فقط من أجل تلك المرأة، بل من أجل ما تبقى من إنسانيتنا.حفظ الله السودان وشعبه من كل فتنة ومن كل طامع في أرضه وكرامته.

meehad74@gmail.com

‫شاهد أيضًا‬

حديث الكرامة كالوقي ..بشاعة المجازر تهز صمت المنابر الطيب قسم السيد

يبدو أن السودان قد احكم خطته لتعزيز مساره الدبلوماسي، بنهج فاعل ومؤثر،عبر المنابر الدولية …