‫الرئيسية‬ مقالات محجوب أبوالقاسم يكتب الرسالة وصلت..حين يتكلم الشعب
مقالات - ‫‫‫‏‫4 ساعات مضت‬

محجوب أبوالقاسم يكتب الرسالة وصلت..حين يتكلم الشعب

محجوب أبوالقاسم  يكتب  الرسالة وصلت..حين يتكلم الشعب

لم يكن يوم أمس 13 ديسمبر 2025م يوما عابرا في تقويم الأحداث بل كان فاصلا بين مرحلتين وعنوانا صارخا لإرادة شعب قرر أن يتكلم بصوت واحد وأن يخرج من دائرة الصمت إلى ساحة الفعل، كان يوما كتب فيه السودانيون رسالة واضحة لا لبس فيها ولا مواربة هذا وطننا وهذا جيشنا وهذه كلمتنا.

 

في ذلك اليوم لم تخرج فئة دون أخرى ولم يتحرك تيار بعينه بل انتفض الشعب كله الشيوخ الذين خبروا مرارات التاريخ والنساء اللاتي حملن الوطن في القلوب قبل الأيدي والشباب الذين يدفعون فاتورة الحلم وحتى الأطفال الذين لم يتعلموا بعد لغة السياسة لكنهم يعرفون معنى الوطن، خرجوا في المدن والأرياف في القرى والحضر داخل السودان وخارجه وكأن الأرض السودانية كلها نهضت في لحظة واحدة.

 

كانت الرسالة موجهة أولا إلى قوى البغي والمرتزقة والمليشيات وإلى من يقفون خلفها ويمدونها بالمال والسلاح والغطاء السياسي. ورسالة أخرى لا تقل وضوحا إلى المجتمع الدولي الذي اعتاد أن ينظر إلى السودان من نوافذ ضيقة وأن يتعامل مع قضاياه كملفات تفاوض لا كقضية شعب وكرامة وطن.

 

خرج السودانيون ليقولوا للعالم نحن خلف جيشنا ذلك الجيش الذي قدم الغالي والنفيس ولا يزال ليحمي الأرض والعرض، ويرفض أن يذل شعبه أو يساوم على سيادته. جيش السودان ليس طرفا في معادلة سياسية عابرة بل هو العمود الفقري وحارس الهوية والسد المنيع في وجه التفكيك والانهيار.

 

وخرجوا أيضا ليؤكدوا أن من يروج للخيانة في عواصم الخارج ويبحث عن شرعية مزيفة على حساب دماء السودانيين لا يمثل إلا نفسه، فالشعب بكل وضوح قال كلمته الأغلبية الساحقة هنا في الشارع في الميدان وليس في الفنادق ولا خلف الشاشات.

 

كانت الهتافات في جوهرها رفضا قاطعا لأي روشتات جاهزة تفرض من الخارج وأي محاولات لإعادة إنتاج الفوضى تحت مسميات جديدة رسالة مباشرة إلى الرباعية وغيرها لا تستطيعون تمرير ما يمزق السودان ويفكك جيشه لأن هذا الشعب واعي ويعرف أين تكمن مصلحته ومن هو عدوه الحقيقي.

 

إنه شعب السودان العظيم الشعب الذي قد يختلف في السياسة لكنه يتوحد عندما تهدد الدولة ويتماسك عندما يستهدف الجيش شعب شامخ يعرف أن الكلمة له وأن السيادة لا تستورد وأن القرار الوطني لا يصاغ إلا بإرادة أهله.

 

ومن هنا فإن الرسالة إلى سيادة الرئيس الفريق أول عبد الفتاح البرهان كانت واضحة بقدر وضوح المشهد في الشارع هؤلاء هم شعبك هؤلاء هم سندك الحقيقي الكلمة كلمتهم، ولن تمر عبرهم أي وصفات خارجية لا من أمريكا ولا من غيرها. التاريخ لا يرحم المترددين لكنه ينصف القادة الشجعان الذين يستندون إلى شعوبهم.

 

أمس تكلم الشعب واليوم على العالم أن يستمع جيدا ويفهم.

 

والله من وراء القصد.

 

ولنا عودة.

 

14ديسمبر2025م

‫شاهد أيضًا‬

حديث الكرامة كالوقي ..بشاعة المجازر تهز صمت المنابر الطيب قسم السيد

يبدو أن السودان قد احكم خطته لتعزيز مساره الدبلوماسي، بنهج فاعل ومؤثر،عبر المنابر الدولية …