الأطر الحالية وعجزها عن صناعة الاستقرار د. أسامة العمري

في الوقت الذي ينتظر فيه السودانيون والعالم مخرجًا من دوامة الحرب والأزمات، تتكشف حقيقة مرة: الأطر السياسية والإدارية القائمة عاجزة عن تلبية احتياجات المواطن الأساسية، وعن إدارة شؤون الدولة، فضلًا عن مواجهة التحديات والمخاطر المحدقة بالوطن.
لقد أثبتت التجارب أن ضعف الإرادة الوطنية، وتفاوت مستويات الوعي، وتضارب المصالح الضيقة، كلها عوامل قادت إلى فشل متكرر في بناء نظام قادر على إرساء الأمن والاستقرار. والنتيجة كانت تفاوتات داخلية حادة، وانقسامات عميقة، جعلت السودان في وضع هش أمام الأزمات المتجددة.
من هنا تبرز الحاجة إلى إطار جديد، رؤية مختلفة، تُعيد صياغة العمل الوطني على أسس الشفافية، المشاركة، الشراكة، والحوار البنّاء. هذا ما تمثله منظمة أبونا آدم، التي تسعى لتقديم مقاربة شاملة، ترفض الإقصاء والتهميش، وتؤسس لديمقراطية حقيقية تربط بين العدالة السياسية والتنمية الاقتصادية.
لكن القضية ليست سودانية فقط؛ فالعالم بأسره يعيش اليوم حالة خطيرة من عدم التوازن. فوضى عالمية مستمرة منذ سنوات، نزاعات وحروب وكوارث إنسانية، كلها تؤكد أن ما يحدث في أي بقعة لا يبقى معزولًا، بل يؤثر على الجميع.
لهذا فإن السودان، بما يعيشه من صراع، يشكل صورة مصغرة للأزمة العالمية الأوسع. والخروج من هذا المأزق يتطلب إطارًا إنسانيًا–أخلاقيًا عالميًا، يضمن للإنسان الحق في العيش بكرامة وأمان، ويعيد التوازن إلى العلاقات الدولية على أساس العدالة والتعاون لا على أساس القوة والهيمنة.
إن منظمة أبونا آدم لا تقدم نفسها كبديل لأي جهة، بل كمنصة للحوار والتعاون، وكمدخل لإعادة بناء الوعي الوطني على أسس جديدة. رؤيتها ليست وقف الحرب فحسب، بل إعادة صياغة الإنسان السوداني، وتمكينه من قيادة التحول نحو الاستقرار والديمقراطية والنمو الاقتصادي.
لقد آن الأوان لتجاوز الأطر الفاشلة وفتح صفحة جديدة، تُبنى على رؤية إنسانية شاملة. فالسودان قادر، إن وُجد الإطار الصحيح، أن يتحول من ساحة أزمات إلى شريك فاعل في صناعة السلام والتوازن العالمي.
الهندي عزالدين التحية لجيشنا العظيم ومنظومة الصناعات الدفاعية
ودّعنا فجر أمس ، من محطة السد العالي في “أسوان” الجميلة الرائعة ، ركاب القطار …