من حروفي خالد الفكي سليمان مواطنو الخرطوم و”الضنك”.. صراع الأقوياء

يعيش مواطنو ولاية الخرطوم حرباً مع جيوش البعوض بكل أنواعه، التي تستخدم تكتيكات هجومية نهاراً جهاراً، مما مكنها من التغلغل في الأجساد المنهكة والعيون الساهرة جراء جرائم وانتهاكات عصابات آل دقلو ومرتزقتهم.
ورغم اختلاف أساليب الحربين، إلا أن المواطن هو الضحية، ولسان حاله يردد: “في الحالتين أنا ضائع.”حكومة الخرطوم، ورغم مساعيها، ما زالت خطواتها متثاقلة، بل تكاد تكون بطيئة في إطلاق العمليات لملاحقة جيوش البعوض. فالطائرات التي حلقت في سماء العاصمة لمناصرة المواطنين على عدوهم،
الذي يرقد مستريحاً على فراشهم نهاراً قبل حلول الظلام، لم تتعدَ طلعاتها يومين فقط. بينما جيوش البعوض تستحق طلعات متكررة كل ثلاث ساعات ولمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، فهي وباء ينشر الحميات، وعلى رأسها حمى الضنك، التي تتلاعب بأجسادنا كما يتلاعب لاعب ريال مدريد، مبابي، بدفاعات الخصوم.
يقيني أن جلَّ مواطني الخرطوم يخوضون حرباً شرسة مع حمى الضنك، ويستخدمون دفاعات “البندول” والمضادات الحيوية في محاولاتهم لتخفيف حدة المرض، كما يلجأون إلى الأدوية البلدية مثل العرديب، القرع، التبلدي وغيرها لمحاصرة الحميات المنتشرة كالنار في الهشيم فى الخرطوم، ويكون العنوان لحرب المواطن مع البعوض.. “صراع الأقوياء”.
وللأسف، ورغم الدروس والعبر التي قدمتها لنا هذه الحرب كسودانيين، إلا أن هناك من يستثمرون في الأزمات وحاجات الضعفاء والمغلوبين من سواد الشعب السوداني الذي يعاني ويلات الفقر ويعيش في حد الكفاف. تكاد الحرب أن تسوي بين الأغنياء والفقراء، لكن في ظل هذه الظروف البائسة يبرز تجار الأزمات،
فيقفز سعر “القرع” قفزات غير مسبوقة، لكونه أصبح علاجاً شعبياً يسهم في تقوية الصفائح الدموية لمرضى حمى الضنك والحميات الأخرى.
واقع الحال في الخرطوم الآن يؤكد أن سكانها، بما فيهم سيادة الوالي الهميم أحمد عثمان وأركان سلمه، قد نال البعوض من أجسادهم ما نال، وأن “زائرة الليل” أقلقت مضاجعهم. البعوض والناموس منتشران بكثافة في الأحياء السكنية، مما اضطر كثيرين، خاصة من العائدين، إلى المغادرة خارج الخرطوم.
كما أن غياب الكهرباء أسهم في تردي البيئة الصحية بشكل لافت، فوجود الكهرباء والماء عاملان حاسمان في تقليل الأمراض وتحسين جودة الأوضاع الصحية والبيئية، فضلاً عن أسباب أخرى.
وتبقى الدعوات والمناشدات موجهة إلى كافة المنظمات والعاملين في الحقل التطوعي وفاعلي الخير بمختلف محليات الخرطوم، للمساهمة العاجلة في دعم الأسر المتعففة والفقيرة، وإقامة حملات العلاج المجاني،
خاصة المتعلقة بالحميات، ومد يد العون لإقامة مشروعات الطاقة الشمسية لتوفير الكهرباء والمياه. فحملات النفير والمبادرات الشعبية هي من سمات السودانيين السمحة، وينبغي أن تتطور لتنمية وعمران المجتمعات الفقيرة. وهذا حال الخرطوم ما بعد الحرب،
حيث تحولت عاصمة البلاد إلى قرية ضخمة تحتاج إلى كافة الخدمات الأساسية برؤية حضارية تواكب النهضة التنموية على المستويين العالمي والإقليمي.
📧 Khalidfaki77@gmail.com
مولانا احمد هارون يحتسب الناظر عبدالقادر منعم منصور
احتسب حزب المؤتمر الوطني إلى جماهير الشعب السوداني قاطبة وإلى أبناء قبيلة الحَمَر خ…





![ما وراء البحار بقلم: عباس حمدون “تأثير محتوى نشطاء الميديا على الصعيدين السياسي والاجتماعي [مهنة البوكو حلال]” ما وراء البحار بقلم: عباس حمدون “تأثير محتوى نشطاء الميديا على الصعيدين السياسي والاجتماعي [مهنة البوكو حلال]”](https://5minute-news.com/wp-content/uploads/2025/06/IMG-20250613-WA0033-406x233.jpg)