إتجاه البوصلة. بقلم/ الجزولي هاشم. كردفان… بين فوهة البندقية وحنين السلام!

كردفان، تلك الأرض التي كانت تُعرف بسلة السودان الغذائية، أصبحت اليوم ساحة للدم، وجبهات للاحتراب، ومرآة لتمرد يتجاوز السلاح إلى مشروع تمزيق وطن.
ما يجري في كردفان ليس فقط معركة رصاص… بل معركة وجود، وكرامة، وانتماء.
مليشيا الدعم السريع، بامتداداتها وتكتيكاتها، تحاول تفكيك النسيج الكردفاني كما فعلت في دارفور، عبر نشر الرعب، واستغلال الفقر، وزرع الفتنة بين المكونات.
لكن كردفان التي يعرفها التاريخ تعرف كيف تنهض من الرماد، وتصدّ الغزاة مهما تلونت وجوههم أو ادّعوا التحرير.
المدن تحاصر ، نعم… القرى تحترق، نعم…
لكن العزيمة لم تحترق، والنفوس ما زالت تتقد بجمرة الصمود.
أبناء كردفان اليوم يكتبون فصلاً جديدًا من فصول المقاومة الشعبية، دفاعًا عن أرضهم، عن نسائهم، عن مساجدهم وأسواقهم وذكرياتهم.
ولمن يتحدثون عن حلول سياسية، نقول: لا سلام يُكتب والبارود ما زال يتصاعد من البيوت، ولا تفاهم مع قاتل يختبئ في أجساد الأبرياء.
الحل يبدأ من هزيمة المشروع المليشياوي بالكامل، ثم حوار سوداني خالص لا وصاية فيه، لا مساواة فيه بين السيف والرقبة.
كردفان الآن تنزف، نعم… لكنها تنزف لتلد وطناً جديدًا،
وطناً بلا مليشيات، بلا خونة، وبلا تجار دم.
إما أن تنتصر كردفان… أو لن يبقى وطن لنكتب له التاريخ.
إتجاه البوصلة. بقلم/ الجزولي هاشم. الإصلاح الحزبي بعد الحرب…(4).
*”نحو فرز وطني راشد… الأحزاب بين الكتل الأيديولوجية والثوابت الجامعة”* ف…





