‫الرئيسية‬ مقالات من دفتر مقاربات ومقارنات قصاصات : من خيوط وبيوت العنكبوت . اتفاقيات الدفاع المشترك والحرب الباردة د. مهندس/ نجاة الامين عبدالرحمن (خبير الاستراتيجية والقانونية)
مقالات - ‫‫‫‏‫4 أيام مضت‬

من دفتر مقاربات ومقارنات قصاصات : من خيوط وبيوت العنكبوت . اتفاقيات الدفاع المشترك والحرب الباردة د. مهندس/ نجاة الامين عبدالرحمن (خبير الاستراتيجية والقانونية)

من دفتر مقاربات ومقارنات  قصاصات : من خيوط وبيوت العنكبوت .  اتفاقيات الدفاع المشترك والحرب الباردة  د. مهندس/ نجاة الامين عبدالرحمن  (خبير الاستراتيجية والقانونية)

للتذكير والذكرى ان الذكرى تنفع المؤمنين ، حقيقة بعد ما ان “تفككت مفاصل الخصم التاريخى الليبرالية الديمقراطية ، المعسكر الغربى “الفيلة والحمير” والمعسكر الشيوعى “الدب الروسى” ظهر مايعرف بصدام الحضارات وحروب المستقبل كنتيجة حتمية ، لاعادة تشكيل العالم..

The clash of civilization and the remaking of the world .

 

فصراعات مابعد الحرب الباردة ولدت توقعات وتنبؤات للصراعات القادمة وان التنافس سيكون بين عدد من الثقافات المختلفة حيث تسعى كل منها لفرض نفسها وثقافاتها لتهيمن على الثقافات الاخرى ، وان الصراعات ستكون صراعات حضارية ذات اسباب ثقافية ،دينية، ايدولوجية ، ولن تكون صراعات قومية “تقليدية” ذات عوامل سياسية ، اقتصادية ..الخ.. اى الصراع سيكون اساسه الدين ، الثقافة الهوية..الخ ..والمعلوم اصلا ان الصراع موجود منذ الازل وميلاد البشرية “ادم ” و “هابيل وقابيل” والصراع الان صار نظرية وقانون وهذا الصراع الان يحكم الكون و ترسخ وتاصل له هذه المقولة التاريخية ” عندما يوجد فرد يسود السلام ، وعندما يوجد اثنان ينشأ الصراع وعندما يوجد اكثر من اثنين تبدأ التحالفات ..”

 

وهذه التحالفات الاخيرة هى التى ادت الى ظهور مايعرف بصراع المحاور الذى تدور فعالياته الان مدا وجزرا ، ويحصد منها الوطن العزيز الان نصيب الاسد “تكالب -حشد – تامر – فبركات – ذكاء اصطناعى ، روبوتات ..الخ ..” و استقطاب للهيمنة عليه ثقافيا ،دينيا ، ايدولوجيا ..الخ.. ” بالبارد والبارود ” وللقضاء على قوات دفاع السودان العريقة “قوات الشعب المسلحة السودانية العظيمة” عبر حرب تسمى حرب الوكالة ثم نهب موارده..

 

وهذه مقاربة بين اساس صراع الحرب الباردة وصراع المحاور ، والمقصود بالمحاور هو التحالف او مجموعة دول ذات توجيهات متقاربة او مشتركة مثلا فى “الثقافة -الايدولوجية ” ولقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك ان صراع المحاور هو عبارة عن محاكاة للحرب الباردة “الخالق الناطق” طبق الاصل ، وهى بدات بعد الحرب العالمية الثانية حيث كان السجال واقعا بين القوتين العظمتين الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتى وكان اساس الصراع هو المنافسة فى الايدولوجيات والافكار حيث “تخوفت” الولايات المتحدة الامريكية من تأسيس المعسكر الشرقى التابع للاتحاد السوفيتى فبدات تدعم الدول التى تناهض او ضد الشيوعية فدفعت ملايين الدولارات لمحاربة الثوار الشيوعيين فى تركيا واليونان ، واسست حلف “الناتو” ليكون هدفه الوقوف ضد خطر اجتياح الغزو السوفيتى وبالمثل تاسس حلف وارسو “دول اوربا الشرقية ” لمجابهة الليبريالية الديمقراطية وتطورت الصراعات الى ان قامت الحرب النووية التى تهدد العالم الان..وانطلاقا من باب فقد الثقة لامن باب ، نظرية” المؤامرة ”

 

ومن اعماق قناعاتى ان مايتعرض له الوطن الان ، من حرب وجودية يدعمها مباشرة او غيرمباشرة بعض دول الجوار وبعض من دول المجتمع الدولى وحلفائه وبعض من اجهزة ومنظمات واليات الامم المتحدة ، ودولة من دول صراع المحاور وهو اشبه ومقاربا لماكان يقوم به الخصمين التاريخين ابان الحرب الباردة خوفا وتخوفا ، من سيطرة اى ثقافة او ايدولوجية مخالفة لهما ، اضف لذلك اساس الصراع فى التنافس للهيمنةو السيطرة والتملك والاستلاب والاستقطاب ،

 

وفقا لاستراتيجية المصالح والهيمنة..حيث “التاريخ يعيد نفسه ” وها الان دولة الهيمنة والسيطرة تعيد ماكان يتخوف منه اسلافها ولكن ، مع اختلاف المعسكر المضاد لها ” واللبيب يفهم بالاشارة ” ومايجدر ذكره ان الحرب الباردة التى كانت مشتعلة بين القطبين “اللدودين ” لم تكن حرب تقليدية”بنادق وكلاشات” ، فكانت عبارة عن ملاسنات وفبركةو احداث واقوال ، وغزو خليج خنازير ..وماادراك ما خنافس وعناكيب ..واخطرها ما يعرف بحرب “الوكالة” التى تديرها الان دولة الهيمنة والسيطرة على الوطن عبر الكفيل الاقليمى ، لينفذها المعتدى المتمرد المسلح وحلفاؤه بمعاونة العملاء و المرتزقة بشن هذه الحرب الغوغاء الراديكالية على الوطن الذى تنهشه انياب ذئاب وضباع الفياليق بمختلف الاسماء “الصحراء ، الجبال ، الصقيع ، المستنقعات ، الخليج ، البحار ..الخ “وتقدمه للاستعمار الجديد فى صحاف من ذهب ..و مدعى السياسة المضللين فى رحلات سياحية مرح وفرح بمدن الرفاهية “اديس-سدنى- نيروبى- اونتاريو -ميلانو-سويسرا..الخ..يتبخترون و يتمخطرون ببجاحة القول “كذبا ونفاقا” ، وافكا فى حقائق تاريخ الوطن وقوات شعبه السودانية المسلحة العظيمة ..و يتشدقون ويتكشمون “والتكشم ” :”انشراح و فرح ممزوج بنشوة الغرور والبطر ” تفشيا وشماتة لتدمير البنية الانسانية والتحتية للوطن العزيز دون حياء لا وطنية لهم سواء العمالة والتجارة السوداء فهى وطنيتهم التى تعددت مصارفها من بنوك العمالة والارتزاق ، ومنوعات وممنوعات وقذارة اموالهم المغسولة ..

 

ولسوء الطالع ومالم يكن فى الحسبان تفأجا العالم بصدور القرار الجائر ١٣٧٣ من مجلس الامن الدولى وهو “قرار العولمة العسكرية والثقافية “والذى اعطى الولايات المتحدة الامريكية الحق فى السيطرة والهيمنة على كل دول العالم ، وذلك بعد تفجير برجى التجارة العالمى ، بذلك تبدلت المواقف والمصالح فاصبحت الولايات المتحدة الامريكية “هى الامر الناهى لكل شعوب العالم و الان تتخذ موقعا استراتيجيا بين دول صراع المحاور فى العالم والاقليم ،

 

لمجابهة كل من يعارضها ايدولوجيا وثقافيا ، هكذا تتدخل وتدخل عنوة وبثقل ، لتكون الامر الناهى وفقا لسياسة القطب الواحد.. والان تستقطب دول صراع المحاور وحلفائهم فى المنطقة والاقليم ، فى محاولة ماكرة لتفكيك “عرى” جمع عروة ارتباطها بالانسانية والقيم المتمثلة فى : “العدالة التعاطف ، الضيافة ، التضامن الاجتماعى و تعزيز الروابط الاجتماعية ، والمصير المشترك ووحدة الهدف ،” وكذلك وفى محاولة خبيثة وخاسرة لتزوير التاريخ والتراث ، و سعى متسارع لهدم عوامل ارتباطها المشترك وهتك نسيجها الاجتماعى ولكن هيهات .. هيهات ..

 

فالعلاقات التى تربط هذه الدول بعضها البعض اقوى وامتن من “خيط” العنكبوت.. ولكن وللاسف ان احد دول صراع المحاور “الاول” اختصارا “مال” وحلفائها قد تماهت وصعرت خدها وخضعت للاملاءات والوصايا فصارت الاذن الصاغية لاملاءات الولايات المتحدة الامريكية واصبحت هذه الدولة بقرتها الحلوب و خاتم مناها والياتها الكابحة والقامعة لاى تهديد لمصالحها بالمنطقة والاقليم وللحقيقة ، وثبت بما لايدع مجالا للشك ان هذه “الدولة” تمتلك من العتاد و المال “ما ان مفاتحه لتنوا بالعصبة اولى القوة ..”

 

ولكن لم يعرف لها جدارة فى التقدم والاقدام “المواجهة” فى ميادين الحروب التاريخية فهى اهون من هوين و اوهن من” بيت “العنكبوت “راجع احصائية اقوى الجيوش فى الوطن العربى والعالم “..ومن باب التوقعات لا علم الغيب ، ومن خلال قراءة الوضع الراهن .. لا من قراءة الفنجان ! ..ان هذه “الدولة” ومن عمائل ومن ماكسبت اياديها ، سياتى يوم ما.. ؟! ستردع بضربة اجهاضية استبقائية ..طال الزمن ولو قل لا محال ، واجزم لعمرك “انى ارى شجر يتحرك ”

 

و دولة الهيمنة والسيطرة تعد سلسلة من العقوبات العسكرية البالغة الاضرار وهى “الاستراتيجية الاجهاضية المسبقة او ما يعرف بالضربة الاجهاضية” للقضاء على كل من يعارض مصالحها بالمنطقة والاقليم كما فعلت وشنت هجوما غاشما على قطر الندى “الكرم” والشهامة وقبله على بلاد “أرى الفرس” ، فالتوخى والحذر هما من ادوات الوقاية من الغدر والخيانة فهما “كتر “بضم الكاف وتسكين الراء ..وهن كثيرات.. ولكن الان قد ان الاوان للتكاتف والتعاون وعقد اتفاقيات “للدفاع المشترك” و “للردع ” و “للحسم ” بين الدول والشعوب لتقوية اواصر الروابط بينها لتكون اقوى من “خيوط” العنكبوت لصد عدوان وصلف وغطرسة دولةالهيمنة والسيطرة ، لذلك لابد من توحيد الجهود لانشأ تكتلات او تحالفات قوية ، او اتفاقيات للدفاع المشترك لحماية الدول وشعوبها و لتعيش شعوب العالم فى امن وسلام ، ولا والف لا لسياسة القطب الواحد والتسلط والتدخل وفرض السياسات وانظمة الحكم “المستوردة ” ، التى اضرت كثيرا بشعوب العالم ، ونعم للتعددية المتوازنة لترسيخ قيم العدالة والحرية والسلام .. فالعالم اليوم يعانى كثيرا من ديكتاتورية القطب الواحد ، المتمثلة فى عدم الانصاف والعدالة والحرية والحياد

 

فالمجتمع الدولى وحلفاؤه و الامم المتحدة واجهزتها والمنظمات والوكالات والاليات التابعة لها الان تعانى سلطة دولة الهيمنة والسيطرة القابضة والمقيدة ، مما ادى الى اختلال المعايير خاصة تجاه الدول الفقيرة والدول النامية والاقل نموا و دول العالم الثالث ..والمؤسف وفى ظل هيمنة وسيطرة حكومة دولة “الفيلة والحمير” فان بعض الوكالات والمنظمات والاتحادات الدولية واللجان والاليات ، التابعة للامم المتحدة اصبحت غير قادرة على لعب ادوارها الحقيقية فهى دائما فى وضع الصامت او التابع لا تحرك ساكن ، لاتستطيع اصدار قرارا او تدبيرا مستقلا ، كما هى ملزمة بتنفيذ قرارات دولة الهيمنة والسيطرة بالحرف دون اعتراض فهى فاقدة الراى والقرار والشاهد والشائع ان اقل ماتستطيع ان تفعله بخصوص القضايا المختلفة للدول من نزاعات ، حروب ،

 

ازمات كوارث طبيعية وغير طبيعية ومايترتب منها من اثار وكوارث انسانية وخلافه هو اصدار عبارات “القلق -الشجب -الادانة – الحزن- التعاطف ” هذا كل مالديها .. ” ، فى ظل سيطرة هذه الجائرة الصائلة.. فهذه امثلة صراعات ونزاعات وحروب عديدة و مختلفة فى العالم “غزة ، اوكرانيا ، هايتى ، الهند الباكستان ، ليبيا ، اليمن ، ..الخ..” وكانت نتائجها اثار انسانية كارثية وهذه معظمها لم تجد دعم او حلول ملموسة بل بعضها زادت ازماتها واصبحت مزمنة وحلولها عصية ولم تفلح الامم المتحدة واجهزتها المختلفة ان تصدر اى قرارات وتدابير ،

 

من شانها معالجة مثل هذه القضايا واثارها المؤلمة فى العالم وبلا شك هذا من صميم اعمالها ولكن الشاهد تواتر ملازمة اخفاقات مخلة لاعمالها وفى وتيرة مزعجة ومثيرة للدهشة ، لكثير من القضايا الى تدور احداثها الان ومنها على سبيل المثال لا الحصر – تمرد فصيل مسلح ضد الجيش الوطنى “للدولة الام” يتحول هذا التمرد لحرب غوغاء “مدعومة” من الخارج .. تقضى على الاخضر واليابس والامم المتحدة واجهزتها المختلفة هذه “العطوفة ” و”القلقة ” تقف مكتوفة الايادى وهى تعلم علم اليقين ان من يمول هذه الحرب”بالسلاح والمال والعتاد والمرتزقة”. “دولة” “وعلى عينك ياتاجر” ولكن الامم المتحدة واجهزتها المختلفة لم تكن عينها بصيرة وايدها قصيرة ولكن ..! وقف حمار جحا امام العقبة..! – “تقرير قلق ” ؛”جوع وتجويع وابادة لشعب غزة واطفال غزة “ياكلون” الرمااال.. ” حسب ماصدر من رئيسة الجمعية العامة للامم المتحدة وهى تعلم علم اليقين من هو الذى يقوم بالتجويع وقتل شعب غزة وابادتهم والسؤال: متى يصمت العاقل ويتكلم المجنون؟..ومن باب المفيد المختصر هذه اطلالة من خلالها نقف عند بعض المفاهيم الضبابية “عدم الشفافية” التى تمارسها بعض اجهزة الامم المتحدة والياتها لممارسة اعمالها فى ظل سياسة القطب الواحد “الاحادية”..ومن المعلوم بالضرورة ان من اهم وسائل معالجة الامور المستعصية او التى تقل او تنعدم عندها فرص الحل وعندها يلجأ المهتمين الى ايجاد او انشأ وسائل او اليات للمساعدة او لتسهيل او تبسيط المستعصى من الامور لا” تعقيدها” ، ووفقا لغرض ومسمى الموضوع الذى من اجله انشئت الالية فمثلا اذا ماانشئت الالية للوساطة فهى بذلك اسم على مسمى اى وساطة بمعنى الكلمة..وما تعارف عليه ان قيام الاليات او انشائها قد يكون لاغراض او اسباب مختلفة قد تكون من اجل التوسط او التفاوض او التحكيم او اخرى وعليه يمكن ان تاخذ الالية تكيفها القانونى او الشرعى لاداء مهامها التى من اجلها انشئت فاذا كان انشائها لتكون “وسيط” اى “وساطة”اكرر “وساطة ” فقط ففى هذه الحالة لها ان تذهب لاعمال الوساطة ، و الصلح واصلاح ذات البين كما ينبغى ان يكون ، ووفقا لشروط الاصلاح وفض النزاعات والصراعات ، دون املاءات ووصايا واجندات.. فان لم تفلح فى ماكلفت به لتذهب ادراجها ولا اسفا عليها .. واذا انشئت الالية “للتفاوض” فليكن ذلك وفقا للشروط التفاوض”Negotiation” والتفويض ووفقا لما تختاره وتحدده الدولة صاحبة الشان ودون المساس بسيادتها ، و دون تدخل اجنبى ودون تسوية ، وبعد القضاء تماما على سبب ومسبب المشكلة “نهاااائيا” .. سواء كان السبب تمرد مسلح ، هجوم ، غدر خيانة شغب فوضى ، ..الخ..وقتئذ لتذهب الالية مشكورة لسعيها .. واذا انشئت الالية لتكون “للتحكيم” وللعلم ولتعم الفائدة ومن المعلوم ان اختيار المحكم”Arbitrator” عادة يكون من قبل حكومة الدولة صاحبة الشان فقط ، وذلك بعد ان يزول سبب النزاع او المشكلة او ان تضع الحرب اوزارها ..اما اذا انشئت الالية بغرض الوساطة ولكنها غيرت “لاخرى” غير الوساطة فى هذه الحالة لا يعنى الدولة صاحبة الشان منها شئيا ، ولا اذان صاغية لها ولتذهب هذه الالية ولترعى بقيدها.. تسلمى يابلادى.

سبتمبر/ ٢٠٢٥م

‫شاهد أيضًا‬

الهندي عزالدين  التحية لجيشنا العظيم ومنظومة الصناعات الدفاعية

ودّعنا فجر أمس ، من محطة السد العالي في “أسوان” الجميلة الرائعة ، ركاب القطار …