‫الرئيسية‬ مقالات مضمار_الحقائق أكرموا_المعلم_يا_أهل_كسلا د.موسى آدم عثمان الفولاذي
مقالات - ‫‫‫‏‫9 ساعات مضت‬

مضمار_الحقائق أكرموا_المعلم_يا_أهل_كسلا د.موسى آدم عثمان الفولاذي

مضمار_الحقائق أكرموا_المعلم_يا_أهل_كسلا  د.موسى آدم عثمان الفولاذي

نُعرّج اليوم قليلاً إلى مضمار التعليم ونقول:
*قم للمعلم وفه التبجيلا & كاد المعلم أن يكون رسولاً*

العلم مهنة الأنبياء ورسالة الأوفياء والكرماء وتاج يحمله ورثة الأنبياء. أمتنا أمة القراءة ويكفى أن رسولنا الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم بُعث بإقرأ وأول وحي كان بإقرأ وهذا دليل على أن أمتنا هي أمة العلم ونورها وسراجها العلم فكيف لأمة العلم لا توقر ولا تقدس العلم ولا تضعه ضمن مصافي أولوياتها. من منا ينكر دور التعليم وأنه هو سبب نهضة ورُقي الأمم بل هو الأساس الذي تقوم عليه النهضة إذ لا تقدم ولا تطور للأمم إلا بالتعليم الذي يُخرّج كنوزاً ومشاعل من العلماء والباحثين يقومون ببناء الحياة بالمعارف والثوابت العلمية. فالتعليم ليس كماليات ولا رفاهية كما يظن الكثير من الناس؛ كيف يكون التعليم الابتدائي والمتوسطة والثانوية رفاهية وهي ركائز تبني وتربي العلماء والقادة والمهنيين في شتى المجالات. عندما ننظر إلى واقعنا نجد أن التعليم لا يجد اهتماما ولا رعاية من المجتمعات أولاً التي لا تسعى إلى إيجاد الحلول النهائية لريادة التعليم وتطويره بل الكثير مننا يقول: نفسي نفسي!! من كانت له سعة في الرزق بحث لأبناءه عن أفضل المؤسسات التعليمية الخاصة “ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء” ولا حسد زادهم الله من فضله، ومن واجب ميسوري الحال الأغنياء ان يقفوا إلى جانب الفقراء ويدعموا التعليم الحكومي والقيام بالمبادارت المجتمعية لدعم التعليم واستقرار المعلمين بالتعليم العام. كما معلوم أن التعليم في كثير من الدولة النامية يفتقر للدعم والتمويل الكافي من قبل الحكومات. وفي كل يوم واقع التعليم يزداد مرارة وفتكا بالمعلمين حيث يعجز المعلم أن يقاوم القوة الشرائية الطاحنة والغلاء الطاحن، كيف له أن يقاوم؟ وبأي ألة سيقاوم؟ وراتبه لا يصمد لمدة أسبوعين ناهيك عن ثلاثين يوماً، كيف لراتبه قدره مائة وستون ألف جنيهاً لمعلم بالدرجة الأولى يستطيع أن يدير شؤون حياته من أكل وشرب فقط هذا بخلاف المستلزمات الأخرى مثل: العلاج والسكن والمواصلات والرسوم الدراسية للطلاب بالجامعات والاجتماعيات وغيرها كثير، لك أن تتخيل معلم يعول أسرة مكونة من ٥ أو ٦ أفراد وله والدان على أقل تقدير يحتاج إلى مصروف يومي حوالي عشرون ألفاً (20000) وراتبه قياساً على الأولى (حالا) كما ذكرنا يساوي (160000). نجد أن ما يصرفه المعلم في شهر يعوم في أسبوع لذلك كيف يستطيع المعلم أن يقوم بدوره كمربي ومرشد ومدرس هذه ثلاث وظائف مطلوب ان يفي بها المعلم الحقيقي الذي يبني أجيالا للمستقبل، حتما لا يستطيع أن يؤدي هذا الدور العظيم لأنه منهك ذهنياً وبدنياً ومهان اجتماعياً في ظل غياب الاحتواء والدعم المجتمعي للمعلم. أليس من حق المعلم أن يطالب بمرتب يصمد أمام التقلبات والانتكاسات الاقتصادية والتراجع والتقهقر المريع للعملة المحلية؟ كيف نطلب من المعلم ان يقوم بواجبه ونحن لا نوفر له راتباً يعينه أن يتقوى به ليقف أمام تلاميذه ويؤدي حصته وعليه أن يُعدها قبل ذلك؟!!
تدني الراتب له تأثيراته السالبة على العملية التعليمية وهذا ظاهر جلياً وكذلك تأثيره على استقرار المعلم مما له الأثر المباشر على العملية التعليمية، حيث يلجأ الكثير من المعلمين إلى الأعمال الهاشمية مما يقلل من مكانته وشأنه في المجتمع بالمقابل نجد أن المعلم الوطني والأجنبي كذلك في بعض الدولة يتمتع بامتيازات وبدلات لا تجعله يفكر خارج حلبة التعليم ولنكن بعضا من هذه الدولة وليس الأمر مستحيلاً كما يظن الكثير، أمامنا أمثلة عديدة لدول كانت أسوأ منا حالاً الآن في مقدمة الدولة فقط نحتاج إلى وطنيين خُلص يحملون هم البلاد ويسعون إلى رفاهية العباد وهم كثير -وفقهم الله لذلك-. علينا أن ننسى كل الماضي وبما فيه من شر وننظر إلى المستقبل البعيد.
نعم لا يخفى على الجميع أن البلاد تمر بمنعطف خطير وغزوٍ خارجي ومؤمرات وتكالب الأمم على بلاد وتواجه تحديات فوق طاقات متخذي القرار وبحمد الله وفضله استطاع قادة البلاد امتصاص الصدمة تلو الصدمة وتمكنوا -بحول الله وقوته- من إعادة هيبة الدولة والمحافظة على سيادتها وقد صمد المعلمون ووقفوا في معركة الكرامة وقوف الأبطال القابضين على الزناد – لهم ترفع القبعات- حتى لا تتعطل عجلة التعليم ورفعوا شعار “التعليم لا ينتظر” وبالفعل التعليم لا ينتظر لكن في المقابل أن المعلم ليس ألة وحتى الآلة تحتاج لمتابعة وصيانة فيجب علينا أن نفي للمعلم بحقوقه كاملة وصرف استحقاقاته المالية والمتأخرات حتى يواصل عمله ويؤدي رسالته، فالمعلم كما قلنا ليس آلة بل إنسان يمرض ويجوع ويعطش.

#لماذا المعلمين فقط؟

غالب موظفي الدولة الآن يتقاضون رواتبهم بصورة دورية ومنتظمة خاصَّةً بعد عام من الحرب، واستطاعت مؤسساتهم توفيق أوضاعهم مع قلة الراتب، ونتسآل لماذا يعاني التعليم من مثل هذه المشكلات التي تؤدي تأخير بداية العام الدراسي؟ ومتى ستحل مشكلة متاخرات المعلمين؟ ومتى سيتم تحسين راتب المعلم ليكون الراتب الأعلى في الدولة؟ متى تكون مهنة التعليم جاذبة؟

#مفارقات وتباينات:

تعكس إحدى الدراسات واقع مرتبات المعلمين بالتعليم العام بالسودان مقارنة مع الدولة المجاورة، ومن أهم نتائج الدراسة ما يلي: تمثل قضية أجور المعلمين في السودان إحدى الإشكالات الكبرى في مجال التعليم العام، حيث تؤثر مباشرة على جودة التعليم، ودافعية المعلمين، واستقرارهم المهني والاجتماعي. وفي ظل التحديات الاقتصادية التي يواجهها السودان، تبدو مرتبات المعلمين غير متناسبة مع تكاليف المعيشة المتزايدة.
حيث يتراوح متوسط راتب المعلم السوداني في مراحل التعليم العام (الابتدائي، المتوسط، الثانوي) بين 70 إلى 150 دولاراً شهرياً وفقاً لسعر الصرف الموازي، وهو ما يعد من أدنى الرواتب في المنطقة. بينما يبلغ متوسط راتب المعلم المصري حوالي 250 إلى 400 دولار شهرياً وفقاً للمرحلة التعليمية والخبرة، مع وجود بدلات للتدريب والحوافز المرتبطة بالأداء. ورغم وجود تحديات تتعلق بارتفاع تكاليف المعيشة في مصر، إلا أن الوضع أفضل نسبياً مقارنة بالسودان.
بينما تعد السعودية من أفضل الدول في المنطقة من حيث أجور المعلمين، حيث يتراوح متوسط راتب المعلم بين 1500 إلى 3000 دولار شهرياً، إضافة إلى مزايا مثل التأمين الصحي والسكن والبدلات. وهذا الفارق الكبير يجعل من مهنة التعليم أكثر جاذبية واستقراراً في السعودية مقارنة بالدول الأخرى.
في تشاد، يبلغ متوسط راتب المعلم ما بين 120 إلى 200 دولار شهرياً، وهو أفضل قليلاً من السودان إريتريا (50 – 100 دولار)، لكن مع وجود تحديات تتعلق بعدم انتظام صرف الرواتب وضعف الإمكانات المادية للدولة.
ومن أهم توصيات الدراسة ما يلي:
1. زيادة مرتبات المعلمين في السودان بما يتناسب مع تكاليف المعيشة.
2. اعتماد بدلات إضافية للمعلمين تشمل السكن، النقل، والتأمين الصحي.
3. استحداث حوافز مرتبطة بالأداء لتشجيع المعلمين على رفع كفاءتهم.
4. وضع خطة إصلاح شاملة لهيكل الأجور في قطاع التعليم.
5. الاستفادة من تجارب الدول المجاورة، خاصة مصر والسعودية، في تحسين أوضاع المعلمين.
#ختاما يواجه التعليم العام في السودان تحديات كبيرة وعظيمة تحتاج إلى عزائم وقرارات نافذة من سيادة الدوله للنهوض بالتعليم العام وجودة مخرجات التعليم. نناشد متخذي القرار وأعلى هرم الدولة العناية بالتوصيات الخمس والعمل بها حتى نبني أمة ناهضة واعية تحمي تراب الوطن وسيادته. أعينوا المعلم أعانكم الله فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته.

*العلم يرفع بيتاً لا عماد له & والجهل يهدم بيت العز والشرف*

#سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان الا إله إلا أنت استغفرك واتوب إليك.

تحياتي وتقديري

‫شاهد أيضًا‬

الهندي عزالدين  التحية لجيشنا العظيم ومنظومة الصناعات الدفاعية

ودّعنا فجر أمس ، من محطة السد العالي في “أسوان” الجميلة الرائعة ، ركاب القطار …