‫الرئيسية‬ مقالات من حروفي خالد الفكي سليمان الفاشر.. تحدي بطش عصابات آل دقلو
مقالات - ‫‫‫‏‫أسبوعين مضت‬

من حروفي خالد الفكي سليمان الفاشر.. تحدي بطش عصابات آل دقلو

من حروفي     خالد الفكي سليمان  الفاشر.. تحدي بطش عصابات آل دقلو

khalidfaki77@gmail.com

في فصلٍ جديد من فصول المأساة الإنسانية التي تتعرّض لها مدينة الفاشر، تكشف تنسيقية لجان المقاومة عن جريمةٍ تهزّ الضمير الحيّ، حيث يعاني أكثر من عشرة أشخاص — بينهم نساء وأطفال — من ضيقٍ حادٍ في التنفّس وغثيانٍ متكرّر، في ما يُرجّح أنه نتيجة لاستخدام غازاتٍ أو موادّ كيميائيةٍ محرّمة دولياً من قبل ميليشيات آل دقلو الإرهابية، التي تضرب حصاراً خانقاً على عاصمة السلطان علي دينار منذ أكثر من عامين.

 

ما زالت هذه العصابة الإجرامية تمارس أبشع صنوف الانتهاكات ضد المدنيين العُزّل، دون وازعٍ من ضميرٍ أو خشيةٍ من عقاب. مشاهد القتل والسحل والتعذيب التي يتداولها الناس على مواقع التواصل، تُعيد إلى الذاكرة أظلم فصول التاريخ حين كان الجبروت يظنّ أنه خالد، وأن الدم البريء لا ينبت عدلاً ولا مقاومة. في المقابل، يقف العالم في صمتٍ مُخزٍ، والمنظمات الحقوقية تكتفي بالمشاهدة وكأن الفاشر مدينة منسية في أقصى حدود الألم.

 

لكن من بين الركام، ترتفع كلمات المقاومة كنبراسٍ من نور وسط دخان الحرب: “من أراد الخروج فليخرج، ومن أراد البقاء فليبقَ… فالسماء نار والأرض تضيق، والعدو لا يعرف الرحمة.”

 

إنها ليست كلمات يأس، بل إعلانُ ثباتٍ وشرفٍ في وجه طغيانٍ لا يعرف سوى لغة الدم. هي صرخة مدينةٍ أبت أن تُركع، تقاوم بكل ما تبقّى من نبضٍ وكرامة، وتؤكد أن الفاشر — رغم الجراح والحصار — ما زالت تُنجب رجالاً ونساءً يكتبون بدمهم سطور العزة.

 

اليوم، تتجلّى الحقيقة بأوضح صورها: بين من يزرع الموت والدمار، ومن يزرع الأمل والكرامة. بين عصاباتٍ تُتاجر بدماء الأبرياء، وشعبٍ يواجه الموت ليحيا الوطن. ومهما اشتدّ ليل الباطل، فإن فجر الفاشر آتٍ لا محالة، لأن التاريخ لا ينحاز إلا للحق، والحق — مهما نزف وتأخّر — هو المنتصر في نهاية المطاف.

 

الفاشر لا تُقهر، لأنها تحمل في صدرها ذاكرة الشهداء، وأحلام الأطفال الذين لم يعرفوا سوى الحب للوطن. وإن كان العالم يصمّ أذنيه اليوم، فإن صدى صمودها سيبقى يجلجل في صفحات التاريخ، شاهداً على أن الحقّ حين يُروى بالدم، يزهر بالنصر المبين وانبلاج الفجر الصادق.

‫شاهد أيضًا‬

رئيس حزب المؤتمر المفوض مولانا احمد هارون..هيا إلى المرابطة والفداء.. ويا خيل الله أركبي

اصدر رئيس حزب المؤتمر المفوض  مولانا احمد هارون بيانا عن ماجرى في الفاشر وفيما يلي نص البي…