نقطة ارتكاز د. جادالله فضل المولى يكتب: كلمة واحدة… لوطنٍ واحد

في زمنٍ تتكاثر فيه الأصوات وتتنازع فيه الرايات وتضيع فيه البوصلة، يحتاج السودان إلى كلمةٍ واحدة تجمع لا تفرّق، وتداوي لا تمزّق، وتبني لا تهدم.
كلمةٌ لا تُقال من منبرٍ سياسي، ولا تُكتب في بيانٍ حزبي، بل تخرج من قلب الوطن إلى أبنائه، من ترابه إلى أرواحهم، من جرحه إلى ضميرهم.
لقد تعب الوطن من صراعاتنا من انقساماتنا، من ولاءاتنا الضيقة، من نسياننا له حين نُفضّل مصالحناعلى مصلحته تعب من أن نُقسمه إلى شرقٍ وغرب، شمالٍ وجنوب، مدنيٍ وعسكري، قبيلةٍ وحزب، بينما هو لا يعرف إلا اسماًواحداً السودان.
الآن، أكثر من أي وقتٍ مضى، نحتاج إلى كلمةٍ تُعيد اللحمة، وتُوقظ الضمير، وتُذكّرنا أن لا أحد سينقذ السودان إلا السودانيون. كلمةٌ تُقال في المساجد والكنائس، في المدارس والأسواق ،في البيوت والمخيمات، في القرى والمدن، وتُصبح عهداً لا يُنكث.
ليست دعوةً إلى نسيان الاختلاف، بل إلى احترامه ليست رغبةً في طمس التنوع بل في جعله مصدراً للقوة فالوطن لا يُبنى بالتماثل بل بالتكامل ولايُحمى بالولاء للأشخاص، بل بالإخلاص للمبدأ. فلنكتبها على جدراننا، ولنُعلّمها لأطفالنا، ولنُردّدها في مجالسنا.
بالروح التي لا تُساوم، وبالصدق الذي لا يُهادن، نختم هذه الكلمة بنداءٍ لا يُنسى إن السودان لا ينتظر من يُنقذه من الخارج، بل من يُنقّي الداخل لا يحتاج إلى شعاراتٍ تُرفع، بل إلى ضمائرٍ تُستيقظ ولا يطلب منّا أن نكون متشابهين، بل أن نكون صادقين في اختلافنا، موحّدين في حبّه.
فليكن هذا المقال بدايةً لا نهاية ولْتكن الكلمة التي تجمعنا أقوى من كل ما فرّقناولْنحملها في قلوبنا لا في أيدينا ولْنُردّدها لا كعبارةٍ عابرة، بل كعهدٍ دائم كلمة واحدة لوطنٍ واحد ولْنكن نحن تلك الكلمة ذاتها، صدقاًووفاءً وفعلاً.
السودان ينتظرنا أن نكون كما يجب أن نكون فهل نُلبّي النداء؟.
meehad74@gmail.com





