من حروفي خالد الفكي سليمان مليشيات آل دقلو تكتب فصول الإبادة الجماعية بدماء الأبرياء فى الفاشر

khalidfaki77@gmail.com

في واحدة من أبشع صور الإبادة الإنسانية في التاريخ المعاصر، تواصل مليشيات آل دقلو الإرهابية تنفيذ مجازر مروّعة وتصفية عرقية موجهة ضد المدنيين العزل داخل وخارج مدينة الفاشر، عاصمة دارفور التاريخية، التي صارت مسرحاً لمحرقة جديدة أشعلها تتار العصر بأيديهم الملطخة بدماء الأبرياء.

تشهد الفاشر وأطرافها عمليات قتل ممنهجة، واغتيالات جماعية تستهدف مكونات بعينها على أساس إثني وجهوي، في تكرار مأساوي لسيناريو دارفور 2003. ومع ذلك، فإن صمود المدينة الأسطوري، وبسالة أهلها الذين واجهوا الموت بصدور عارية، لقّن المليشيات الغازية دروساً لا تُنسى في معنى الثبات والعزة والكرامة.

لكن المأساة لا تتوقف عند حدود الدم المسفوك، بل تمتد إلى الفضاء الرقمي، حيث يقيم نشطاء الإعلام المأجورون حفلات طرب على أنغام المجازر، يبثّون مقاطع القتل الجماعي والتصفيات اللا إنسانية لأسرى القوات المسلحة والقوات المساندة، ويعلّقون عليها بعبارات شماتة وكراهية، من قبيل “جيش الكيزان” و“الفلنقيات”، في مشهد يختصر انحطاط الأخلاق وسقوط الضمير الإنساني.

إن ما ترتكبه مليشيات آل دقلو بقيادة المجرم محمد حمدان دقلو (حميدتي) وشقيقه عبدالرحيم لا يمكن أن يوصف إلا بكونه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تستوجب المحاسبة أمام محكمة الجنايات الدولية. هذه الجرائم التي تُرتكب بدمٍ بارد ضد المدنيين، وتُوثّق بالكاميرات وبصوت الضحك والاحتفاء، تمثل عاراً في جبين الإنسانية وصمت العالم.

إن دماء أطفال الفاشر ونسائها وشيوخها تصرخ اليوم مطالبة بالعدالة، وتُذكّر العالم بأن التغاضي عن الجريمة هو مشاركة فيها، وأن التاريخ لا ينسى المجرمين، حتى وإن تغيّرت الموازين وتبدّلت الساحات، فصوت الضحايا سيبقى الأعلى، ودماؤهم ستظل شاهداً لا يموت على خيانة آل دقلو للوطن والإنسانية.