نقطة إرتكاز د.جادالله فضل المولي يكتب: السلام لا يُفرض بالقوة بل يُبنى بالوعي

في عالمٍ يزداد اضطراباً وتفككاً، وتُنهك فيه الحروب الإنسان وتُضعف فيه القيم، لم يعد الحديث عن السلام ترفاً سياسياً، بل ضرورةً وجوديةً لإنقاذ ما تبقى من كرامة الإنسان. فالتحديات المتسارعة والصراعات المتفاقمة تفرض علينا أن نعيد تعريف أولوياتنا، وأن ننتقل إلى مرحلةٍ جديدةٍ من الوعي، تُؤسس لعالمٍ خالٍ من النزاعات، قائمٍ على العدالة والتنمية والاحترام المتبادل بين الشعوب والأمم.
لقد أثبت التاريخ أن القوة لا تصنع سلاماً دائماً، وأن السلاح مهما تطوّر لا يحفظ الأمن، بل يزرع الخوف والانقسام. السلام الحقيقي لا ينبع من توازن القوى، بل من توازن القيم؛ قيم العدل والمساواة والإنصاف، التي تضمن لكل إنسان حقه في الحياة الكريمة داخل مجتمعٍ آمنٍ ومتعاون.
نحن نعيش اليوم في عالمٍ تتشابك فيه المصالح وتتشظى فيه الأزمات، مما يجعل من الحوار والتفاهم الطريق الوحيد لتجاوز الخلافات. فالدبلوماسية الوقائية لم تعد خياراً ثانوياً، بل مطلباً عاجلاً، إذ يمكن عبرها معالجة جذور النزاعات قبل أن تتحول إلى صراعاتٍ داميةٍ تُهدد السلم الدولي.
ولكي يتحقق ذلك، لا بد من ترسيخ مفهوم التنمية المستدامة باعتبارها حجر الأساس في بناء الاستقرار الإنساني. فالفقر والجهل والظلم هي الوقود الذي يُشعل الحروب، بينما العدالة والتعليم والتنمية هي الدعائم التي تُشيّد عليها أوطانٌ قويةٌ ومجتمعاتٌ متصالحةٌ مع ذاتها ومع غيرها.
إن بناء عالمٍ جديدٍ خالٍ من النزاعات لا يتحقق بالقرارات وحدها، بل بالإرادةالسياسية الصادقة، وبالعمل المشترك بين المنظمات الدولية والحكومات والمجتمعات المدنية. كما يتطلب أن نؤمن جميعاً بأن السلام ليس غياب الحرب فحسب، بل هو حضور العدل، وازدهار الوعي الإنساني، وتكاتف الجهود من أجل مستقبلٍ أفضل للأجيال القادمة.
وفي هذا السياق، فإن على المجتمع الدولي أن يتحمّل مسؤوليته كاملةً في مواجهة المليشيات الإرهابية التي تُهدد السلم والأمن العالمي، وعلى رأسها تلك التي اجتاحت السودان، وفي مقدمتها مليشيا “آل دقلو” الإرهابية، التي ارتكبت جرائم جسيمة وانتهاكاتٍ إنسانيةٍ مروّعة بحق المدنيين العزّل. هذه الممارسات تستوجب موقفاً دولياً حازماً، لا يكتفي بالإدانة، بل يُطالب بالمحاسبة وفقاً للقانون الدولي، ويُسهم في حماية الشعب السوداني من آلة القتل والترويع.
إن هذا العصر يجب أن يكون عصر المسؤولية الجماعية، التي تضع مصلحة الإنسان فوق كل اعتبار، وتُعيد الاعتبار لقيم التضامن والاحترام والتعاون. فالعالم لا يحتاج إلى مزيدٍ من البنادق، بل إلى مزيدٍ من الوعي، ولا إلى مليشياتٍ تُدمّر، بل إلى مؤسساتٍ تُعمّر، ولا إلى صمتٍ دولي، بل إلى صوتٍ إنسانيٍ صارخٍ يقول: كفى
السودان لا يُبنى بالمليشيات ولا يُدار بالخيانة ولا يُكتب بمفردات الدم، بل يُصاغ بإرادة شعبه، ويُحمى بضمير العالم الذي يجب أن يختار الإنسانية أولاً لا سلاحاً ولا مليشياتاً.
meehad74@gmail.com
وزير الشباب والرياضة يعلن استعداد وزارته للتعاون الكامل مع الصندوق في رعاية الطلاب
أكد وزير الشباب والرياضة البروفيسور أحمد آدم أحمد ، استعداد وزارته للتعاون الكامل مع الصند…