‫الرئيسية‬ مقالات أصل_القضية من سلسلة الجسر والمورد دبلوماسية الجمال… السودان كما يجب أن يُرى  محمد أحمد أبوبكر – باحث بمركز الخبراء للدراسات الإنمائية
مقالات - ‫‫‫‏‫4 أيام مضت‬

أصل_القضية من سلسلة الجسر والمورد دبلوماسية الجمال… السودان كما يجب أن يُرى  محمد أحمد أبوبكر – باحث بمركز الخبراء للدراسات الإنمائية

أصل_القضية من سلسلة الجسر والمورد  دبلوماسية الجمال… السودان كما يجب أن يُرى   محمد أحمد أبوبكر – باحث بمركز الخبراء للدراسات الإنمائية

في زمن يغشاه صخب الحروب على نداء الحياة، ينبعث حضور هادئ لكنه صارم بالوعي والجمال من فكر امرأة سودانية تعرف كيف تُحوّل الكلمات إلى قوة ناعمة، والأنوثة إلى دبلوماسية وطنية.

هي ليست مجرد قلم يكتب، بل مشهد حي للجمال الذي يُمارس بالفكر ويصنع الأثر قبل أن يُرى.

في حضورها، نجد أن الجمال الحقيقي لا يُقاس بالملامح وحدها، بل بعمق النظر ووضوح الرؤية، وبقدرة الإنسان على أن يرى وطنه مفعمًا بالوعي، صادقًا في الأمل، وقادرًا على التشافي والنهوض.

● الجمال .. قضية وطنية

تكتب الدكتورة /نجلاء حسين المكابرابي على صفحات “مسارات”:

«استثمروا في الجمال.»

عبارة قصيرة، لكنها مشروع وطني مكتمل المعنى؛

الجمال في فكرها ليس زينة تُرى، بل وعي يُمارس، وقوة ناعمة قادرة على إعادة صياغة التنمية ووضع السودان على خريطة التشافي والارتقاء الوطني.

● أنوثة الفكر… لا أنوثة المظهر

في شخصية المكابرابي تتجلى المرأة السودانية كما أرادها الوعي:

تفكر كما تزهر، تبني كما تحلم، وأنوثتها عقل جميل يدرك أن الجمال موقف أخلاقي قبل أن يكون مظهرًا جسديًا.

هكذا تتحول الأنوثة إلى دبلوماسية وطنية ناعمة، تمارس الإصلاح بلغة الأمل، وتعيد صياغة صورة السودان من رحم الفكر لا من صالونات الزينة.

● بورتسودان… مرآة لم تُصقل بعد

من سواحل بورتسودان انطلقت دعوتها، المدينة التي خلقت لتكون مرآة الوطن، لكنها لم ترَ بعد وجهها الحقيقي.

ما ينقصها ليس العمران، بل الوعي بالجمال كهوية وطنية.

حين يدرك أهل الشرق أن البحر مشروع رسالة لا مجرد ممر تجارة، يتحول الميناء إلى منصة جذب واستثمار، ويغدو الودع والتاريخ والمراكب مشروع دبلوماسية سياحية تعيد للشرق مكانته الجمالية في السودان.

● جمال الجزيرة وإنسانها

في قلب الجزيرة يكمن جمال الإنسان السوداني، مثال إنسان قرية ود الماجدي الذي يعكس روح الكرم والشهامة والتماسك الاجتماعي في أبسط صور الحياة اليومية.

الجمال هنا ليس مجرد منظر، بل إنسانية تتنفس في الأرض والمجتمع، وتحوّل أي تحدٍّ إلى فرصة للارتقاء بالوعي الوطني.

● دبلوماسية التشافي… حين يصبح اللطف سياسة

في القاهرة، جسدت الملحقية الطبية السودانية وجهًا آخر للجمال:

ليس في الملامح، بل في الممارسة الإنسانية.

رعاية المرضى، الاستماع لهم، والتعامل الراقي، هو جمال يُمارس بالرحمة ويعيد الثقة بالوطن قبل أن يُبرئ الجسد من الألم.

هنا يتحول اللطف إلى سياسة، ويصبح الجمال أداة دبلوماسية حقيقية.

● السكة حديد… ذاكرة الجمال المنسي

“القطر” في السودان ليس مجرد حديد يمشي، بل إيقاع وطن عرف النظام والوصل بين المدن.

هو جسر بين الناس، موسيقى للوحدة، ورمز للجمال المنضبط.

ذاك الجمال المنسي في القضبان يذكّرنا أن الإتقان والنظام أرفع أشكال الجمال الوطني.

● المعلم… الفنان الذي يرسم الوطن

في مدارس الوطن، يقف المعلم كفنان صامت يرسم الوطن بالطباشير كل صباح.

هو الذي يخط الجمال في عقول الصغار دون ضجيج، ويبني أخلاق الأمة من خلف السبورة.

ذلك هو الجمال الحقيقي: أن نصنع من الصبر وطنًا، ومن الرسالة أمةً جديدة.

● جمال الاختلاف ولغتنا الدارجة

السودان قوة في اختلافه وتنوعه، وليس ضعفًا.

القبائل، الثقافات، والألوان المختلفة تشكل لوحة واحدة من جمال الاختلاف، يجمعنا كشعب ووطن.

تجمعنا اللغة الدارجة السودانية للتواصل مع بعضنا يوميًا، مع اختلاف “اللهجات والرطانة”، فصارت أداة توحدنا داخليًا وتعدت إلى جيراننا، لغة تحمل حكمة ودفء الإنسان السوداني، وتجعل التواصل أعمق من مجرد كلمات.

● جمال أثير إذاعة “هنا أم درمان”

بين كلمات وبرامج إذاعتنا الوطنية، ينبعث صوت السودان الجميل ليصل إلى كل بيت.

أثير الإذاعة لا ينقل الأخبار فحسب، بل يحكي جمال المدن والطبيعة والإنسان السوداني؛ من سواكن وسواحل البحر الأحمر إلى النيل والقرى و”الحلال” ، ومن طيبة الإنسان وعذوبة لغته إلى دفء ثقافته اليومية.

هنا يصبح الصوت أداة للتواصل بين الحاضر والماضي، ويجسد إحساسنا الداخلي بالجمال، ويرسخ في وجدان المستمع صورة السودان كما يجب أن يُرى: حيًّا، نابضًا، وواعياً بجماله ومكانته.

● الجمال مشروع دولة ووعي واقتصاد

الجمال لا يُصنع بالورود بل بالوعي والممارسة اليومية.

هو مشروع دولة متكامل، لا قصيدة شاعر، يشمل السياحة، التعليم، الفن، والخدمة العامة، كلها ميادين لبناء صورة السودان الجميل.

حين نحسن إدارة الذوق، نصنع اقتصادًا جديدًا يُسمّى اقتصاد الجمال، يدر قيمة وطنية، ويخلق فرصًا للمجتمع، ويضع السودان على خارطة الجاذبية والاستثمار الثقافي.

وحين نحترم الجمال في الناس والمكان، نؤسس لوطن يتحدث بلغة الرقي لا الصراع.

#أصل_القضية

الجمال في فكر نجلاء المكابرابي ليس لونًا ولا وجها ولا قبيلة ، بل وعي مقاوم للقبح وفعل تشافي جماعي.

أن نستثمر في الجمال يعني أن نعيد للسودان مرآته ليكتشف أنه لا يزال جميلاً رغم الندوب.

كما قال الشاعر ادريس جماع:

“أعلى الجمال تغار منا، ماذا علينا إذا نظرنا؟

فلنتأمل جمال السودان … نيله ونخيله، تبره وترابه، هو قوة هذا البلد.”

الجمال ليس زينة الدولة… بل سياستها العليا.

إنه إحساس داخلي كما قال الشاعر، والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئًا جميلا.

● لماذا هذا المقال؟

لأن السودان مليء بالقوة الناعمة، والوعي السوداني قادر أن يصنع المستحيل بكل الجمال المحيط به؛ جمال الأرض، الإنسان، الثقافة، واللغة، وكل شيء يعكس الشخصية السودانية. هذا المقال دعوة للتأمل والتقدير والاحتفاء بجمال وطننا وشعبنا، وللتأكيد أن الاستثمار في الجمال ليس رفاهية بل استراتيجية وطنية حقيقية للنهوض بالوعي والمستقبل

‫شاهد أيضًا‬

وزير الشباب والرياضة يعلن استعداد وزارته للتعاون الكامل مع الصندوق في رعاية الطلاب 

أكد وزير الشباب والرياضة البروفيسور أحمد آدم أحمد ، استعداد وزارته للتعاون الكامل مع الصند…