المحجة البيضاء  د. طارق عبدالله  شرطة الخرطوم ..الارض تهتز تحت اقدام المجرمين

*الواضح ان رئاسة الشرطة تختار بعناية فائقة ضباط بمواصفات قيادية رفيعة لقيادة الشرطة بولاية الخرطوم، لا يتوقف الامر على اختيار الفريق سراج الدين منصور الذي يجمع بين قوة الشخصية و(اللين) والصرامة و السماحة وغيرها من التناقضات التي تندر وجودها في شخصية واحدة، ويبدوا انها المعايير للاختيار توصلت اليها من خلال متابعتي لحركة التنقلات لمدراء شرطة المحليات والإدارات المتخصصة والمكتب التنفيذي لمدير شرطة الخرطوم والكثيرون منهم نعرفهم من خلال عملنا المهني و متابعتنا انشطة وزارة الداخلية التي استمرت لثلاثة عقود متواصلة كانت ذات القيادة الحالية برتب صغيرة وبالتالي نتابع تدرجها الوظيفي وإنجازاتها وإمكانياتها الإدارية والفنية مما يجعلنا نراهن إن الارض ستهتز تحت اقدام المجرمين

*علاقة قديمة تربطني بالدكتور طارق عوض سعد الذي عين مؤخرا” بالمكتب التنفيذي لمدير شرطة ولاية الخرطوم، ضابط بمواصفات وإمكانيات كبيرة رياضي يمارس لعب كرة القدم وعضو بمجلس نادي المريخ ومثقف ينظم الشعر و موسيقار يعزف على ( الطمبور) والالات الموسيقية الاخري تعرفت عليه قبل 25 عاما” بصحيفة الوان عندما كان كاتبا” راتبا” بالصحيفة يتناول شتى المواضيع ويعرضها باسلوب مختلف و تمتد صلاته بالاعلاميين، ومع هذا لم يتم استيعابه بإدارة الإعلام برئاسة الشرطة، كنت ولا زلت اعتقد انه افضل من يكون في واجهة الشرطة منْٕ خلال منصب الناطق الرسمي لما يمتلكه من صلات اجتماعية و صفات تحبب الناس فيه ومهارات مختلفة وهي ذات الصفات التي تجعل اختياره للمكتب التنفيذي بشرطة الخرطوم موفقا” ومؤكدا” لمقدمتي في بداية المقال

*شرطة ولاية الخرطوم لها خصوصيتها، نجاحها وفشلها يرتبط بعموم الشرطة، وفي وقتها الحالي ـ بعد الحرب ـ تحتاج لقيادة حكيمة بعد انهيار كل الخطط السابقة والاضطراب الامني بفعل المليشيا التي انتشرت في الولاية وهدمت المباني والمعاني والاخلاق وجمعت العصابات من فيافي السودان وافريقيا لتسرق وتنهب و تغتصب ولايزال بقاياها موجود يتربص بالامن والمواطن لذلك يحتاج إعادة الامن في الخرطوم إلى طريقة غير تقليدية في اختيار العناصر و تاهيلها وتوفير المعينات لهم ونعتقد ان الامر يمضي إلى ذلك النحو باختيار افضل الضباط والعناصر واعادة تشغيلهم في العاصمة ورغم انها مهمة عسيرة ولكنها غير مستحيلة على مؤسسة لها تجاربها في حسم التفلتات وتفكيك العصابات والضبط والربط

*ما يجب إن نذكره من فضل للمدير العام السابق الفريق اول خالد حسان انه حافظ على قواته بالمناطق التي دخلتها المليشيا وإبعادهم لاقرب منطقة آمنة ثم إعادة تجميعهم و ترتيبهم وقد كان تصرفه حكيم حافظ على القوات التي شاركت فيما بعد في معركة تحرير الخرطوم