‫الرئيسية‬ مقالات مضمار_الحقائق متى_تختفي_التشوهات_والمخالفات؟ د. موسى آدم عثمان الفولاني
مقالات - ‫‫‫‏‫يومين مضت‬

مضمار_الحقائق متى_تختفي_التشوهات_والمخالفات؟ د. موسى آدم عثمان الفولاني

مضمار_الحقائق  متى_تختفي_التشوهات_والمخالفات؟  د. موسى آدم عثمان الفولاني

أيها المواطن الكريم هذا المضمار وذا السؤال مصوب نحوك أنت، لأنك صاحب الأرض وصاحب البيئة التي تعيش فيها فكان لزاماً عليك أن تكون حريصاً لتتبني صناعة الجمال والبهاء من حولك وتعمل على إزالة التشوهات والمخالفات؛ ولأنك المسؤول عن الشارع أمام بيتك والبيئة من حولك. إذا كان الأمر كذلك؛ فهل تنتظر من البلدية أن تنظف لك أمام بيتك؟ هل تنتظر البلدية ان تقوم بإزالة الحشائش حول بيتك؟ هل تنتظر البلدية أن تسوي لك المنخفضات والمرتفعات أمام بيتك؟ هل تنتظر من أحد أن يحمل عنك الأنقاض من أمام بيتك؟ لماذا تخرج الأوساخ من بيتك وترميها أمام بيتك أو في بيتك جارك غير المبني؟ لماذا تقوم بتصريف الفضلات السائلة “مياه الغسيل والاستحمام” في قارعة الطريق؟ لماذا تُلقي بقايا الطعام في الطريق؟ لماذا تتعدى على الشارع ببناء متجر ونحوه؟ لماذا ترمي النفايات بمجاري تصريف المياه؟ لماذا لا تقوم بفتح مجاري تصريف المياه بنفسك؟ متى تصنع البهاء والجمال للمكان من حولك؟ متى تكون فاعلاً غيوراً على وطنك؟ *ويبقى السؤال حاضراً متى تختفي التشوهات والمخلفات؟*

لقد وُجهت أسئلة كثيرة لك أيها المواطن وكلنا ذاك المواطن لعلنا نعي هذه الأسئلة ونجيب عليها بصراحة شفافية.

حقيقة لقد استفزني ذلك السلوك المشين الذي نمارسه واللامبالاة من إلقاء جميع أنواع النفايات “البلاستيك، الملابس، الأنقاض، روث الحيوانات،…….. الخ” بمصارف المياه الممتلئة بالمياه الخضراء وما اخضرارها إلا نتيجة لمكثها في مصارف المياه عدة أشهر منذ أول قطرة من السماء إلى يومنا هذا وتضاف إليها المياه الناجمة من كسورات خطوط إمداد المياه العامة وبهذا تتفاقم مشكلة انتشار أوبئة حمى الضنك والملاريا وغيرها من الحميات الفتاكة. هذه صورة من صور التشوهات والمخالفات التي ألفتها النفوس مع قذارتها لذلك لا أحد يستنكر ولا أحد يبادر ولو بالرأي لإزالة مثل التشوهات المألوفة وهي أخطر ما يكون على صحة وسلامة المجتمع. في فصل الخريف الحالي قامت الإدارة الهندسية بالمحلية (س) بحفر مجاري تصريف المياه وإزالة الحشائش وهذا جهد مقدر ولكن يقولون العبرة بالخواتيم وارتكبت خطأ فادحاً لقد تركت المجاري تحت الجسور على حالتها وكأن شيئاً لم يكن فقد قامت السلطات البلدية بحفر المجاري لحصد المياه الخارجة من المنازل بالمصارف لتخلق بؤر جيدة لتكاثر وتوالد نواقل الأمراض. أضف إلى ذلك لم تسلم هذه المجاري من تصرفات وسلوكيات المواطن العشوائية الذي لا يبالي بالتخلص من نفاياته بالمجاري. أقف هنا واوجه سؤالي لمتخذي القرار أولاً وللمواطن ثانية، هل المواطن مخطئ في تصرفاته؟ هذا السؤال يحتمل اجاباتين، قد يكون مخطئ خطأ غير متعمد وقد يكون مخطئ خطأ متعمداً، تعمد الخطأ يكون إذا كانت السلطات الصحية البلدية تقوم بدورها المنوط بها في عملية نقل وترحيل من النفايات من منزل إلى منزل والتخلص الجيد منها وفق المعايير والشروط المعمول بها، لا يعني هذا ترك المواطن أن يترك على هواه يفعل كيف يشاء ومتى ما شاء في التسبب في تشويه البيئة ولعل السؤال الآخر قد أُجيب عليه تلقائياً. أما الجانب الآخر من الصورة *كسورات المياه* وما أدريك ما كسورات، صورة تجدها في كل بقعة ولا أكون مبالغاً إن قلت لا تخلو مدينة من هذه التشوهات الناتجة من عدم المراقبة وعدم المسآلة والمحاسبة، كيف لخط إمداد يظل شهرا او شهرين أو أكثر تتسرب منه كميات من المياه بلا صيانة؟ كم هي كميات المياه المتسربة من خطوط الشبكة؟ ملايين اللترات من المياه الجوفية تهدر وتترك وتخرج من الشبكة العامة إلى حيث البرك والمستنقعات ومجاري تصريف المياه حيث لا تصريف؛ لتكون في النهاية بؤر لتوالد نواقل الأمراض. أين أعمال الصيانة لخطوط الإمداد؟ هل لا تصل البلاغات إلى الجهة المختصة؟ إذا كان لا يوجد إبلاغ!! لا توجد مراقبة مستمرة لجميع خطوط الإمداد؟ إذا لم يصل إبلاغ ألا ترون جريان المياه بمجاري خلال موسمي الشتاء والصيف؟ هذه أسئلة ليست للإجابة بل لاتخاذ القرارات الصارمة تجاه من يساعد على إهدار أعظم مورد “لا تعرف النعمة إلا بعد فقدانها”.

 

ومن صور التشوهات المنتشرة وجود الأنقاض وبقايا أعمال البناء والصيانة من معدات حديدية وأحجار صلبة وكميات من الطوب والخرسانة والرمال التي تشكل عائقا لحركة سير المارة أو السيارات. أضف إلى ذلك ما ينتج من نظافة وحفر المجاري يظل منظرا بهياً. لقد تحدثت مع من أعرفه وهو ممن زار الجارة إريتريا وقال لي لا تجد أكوام للتراب أو الطوب بالشارع العام ولا يسمح لأي شخص بذلك ولا يتجرأ أحد أن يرتكب مثل هذه المخالفة، أين نحن من هذا؟ أين القوانين التي تنظم أعمال البناء والتشييد؟ هل لا توجد قوانين؟ أم هي في أدراج المكاتب؟

والصور كثيرة والمخالفات أكثر في ظل غياب اللوائح والقوانين والعقوبات الصارمة تجاه كل من يعمد إلى تشويه البيئة “المظهر العام” وقد نكون أكثر الشعوب مجالمة في أشياء كثيرة لا تحتمل المجاملة فلا أحد يجامل في الخراب والدمار وتشويه المظهر العام، هل ما ألفناه سيظل هكذا، متى نسعى إلى التغيير الإيجابي؟ أم تظنون ان التغيير فقط في الحكومات أو الإدارات؟ فالسلوك الإيجابي هو أساس التغيير، أن نتربى على حب الوطن هو جوهر التغيير، أن نتربى على إحترام الآخرين هو لب التغيير وأن نتربى على احترام القوانين وتطبيقها هو ما يستقيم به التغيير.

*إذاً متى تختفي التشوهات؟*

 

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبوا أخلاقهم ذهبت

 

تحياتي وتقديري

 

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان الا إله إلا أنت استغفرك واتوب إليك

‫شاهد أيضًا‬

وهج الكلم د حسن التجاني الي فاشر السلطان تقودني روحي ثم احساسي… الحلقة (8)..!!

هدوء مزعج وبسالة جيش تصد هجوم المليشيا يوميا….وهلاك العشرات من افراد العدو ومازالت ح…