‫الرئيسية‬ مقالات شئ للوطن م.صلاح غريبة – مصر شهداء الكرامة في المزروب: دماء طاهرة توحّد الصف وتدحر الغدر
مقالات - ‫‫‫‏‫8 ساعات مضت‬

شئ للوطن م.صلاح غريبة – مصر شهداء الكرامة في المزروب: دماء طاهرة توحّد الصف وتدحر الغدر

شئ للوطن  م.صلاح غريبة – مصر  شهداء الكرامة في المزروب: دماء طاهرة توحّد الصف وتدحر الغدر

Ghariba2013@gmail.com

في كل منعطف تتشكل فيه ملامح التاريخ، ترتفع أصوات الحق فوق ضجيج الباطل، وتتأكد حقائق التضحية والصمود في وجه الغدر. حادثة “المزروب” ليست مجرد خبر عابر، بل هي بصمة دم طاهرة رُسمت على جبين الوطن، تُخبرنا عن ثمن الكرامة وتؤكد أن الأرض والعرض ليسا مجرد شعارات، بل هما غاية يُستشهد من أجلهما خيرة الرجال.

إن استهداف الأبرياء عمل جبان بامتياز، وهو السمة المميزة للمليشيات المتمردة التي لا تتورع عن انتهاك الحرمات وزرع الفتن والمحن في جسد هذا الوطن. فقد غادرت روح الناظر سليمان جابر جمعة سهل ومعه زمرة طيبة من أبناء قبيلة المجانين، لتلتحق بقافلة “شهداء الكرامة”، تاركين خلفهم حزناً عميقاً وفُقداً كبيراً، لكنهم زرعوا في المقابل بذرة صمود لن يستطيع الزمن اقتلاعها. لقد مضوا دفاعاً عن تراب الوطن وعرضه، مؤكدين أن شرف المواجهة لا يُقاس بعدد السلاح، بل بصدق الانتماء للحق.

إن هذا العمل الجبان الذي يستهدف المدنيين العزل لا يزيد شعبنا إلا تماسكاً ووحدة. هي رسالة واضحة للمعتدين بأن محاولات كسر الإرادة لن تزيدنا إلا قوة، ولن تزيدنا إلا صبراً ووحدة صف مع قواتنا المسلحة الباسلة. لقد أثبت التاريخ أن التضحيات الكبرى هي الوقود الذي يشعل جذوة الوحدة الوطنية. إن الدماء التي سالت في المزروب هي خط فاصل بين من يدافع عن قيم الشرف والوطنية، ومن ينتهك الأعراض وقتل الأنفس ويمارس الموبقات باسم التمرد.

ونحن إذ نقف صفاً واحداً خلف صمود قواتنا المسلحة، نُدرك أن المعركة ليست عسكرية فحسب، بل هي معركة قيم وأخلاق. إن المليشيا التي تنتهك الحرمات وتزرع الفتن تؤكد يوماً بعد يوم أنها لا تحمل مشروعاً للوطن، بل هي آلة هدم وغدر. لكن هيهات أن تنجح آلة الحرب الغادرة في طمس ذاكرة الشرفاء.

لقد صدق الله العظيم في محكم تنزيله حين قال: “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ”. هذا البلاء، على قسوته، هو محك الإيمان والصبر. وفقد الأحبة، بالرغم من غيابه الجارح، هو ثمن الحرية والكرامة. ولئن كان الفقد كبيراً والحزن عميقاً، فإن إيماننا بقضاء الله وقدره، وبأن الشهداء أحياء عند ربهم يُرزقون، هو ما يخفف من وطأة الألم.

دماء “شهداء الكرامة” ستظل خالدة في ذاكرة الأجيال، صرخة حق تنادي فينا بالثبات، وشعلة نور تكشف تضليل الخائنين وتدفعنا بكل عزم وثبات للدفاع عن كل شبر من تراب هذا الوطن العزيز. إنها دماء لن تلجمها آلة الحرب، ولن يمحوها التضليل، بل تغوص سهام فرسان الحق في صدر العدو حتى دحر المليشيا المتمردة وإعادة الأمن والسكينة إلى ربوع الوطن.

وفي الختام، نسلم أمرنا لقضاء الله وقدره، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد شهداءنا بواسع رحمته، وأن يجعل قبورهم روضة من رياض الجنة. “إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ”.

‫شاهد أيضًا‬

أصدرت إمارة عموم قبيلة الزيادية بالسودان بيان استنكرت فيه ماقامت به المليشيا من استهداف آث…