التحليق وسط الزحام _ العلاقات السودانية المصرية ووحدة وادي النيل( 4_5)

ومازلنا في رحاب العلاقات السودانية المصرية التي حسب وجھة نظر التحليق علاقات بالغة التعقيد لعدم الانسجام التام فيھا فلا ھي وصلت الي مرحلة الشراكة الواضحة المعالم ولا انتفت عنھا المشاسكة علي المستوي الاعلامي مابين مادح وقادح علي المستويين الرسمي والشعبي في كلا القطرين فھي مابين مد وجزر .

ولكن تلك العلاقة حسب معطيات الواقع فھي حتمية لافكاك عنھا فالرابط بين القطرين ھو الحياة نفسھا والوجود وأعني بذلك النيل( الماء )الذي ھو اصل الحياة . لكلا القطرين وبخاصة كما قال ھيرودوت مصر ھبة النيل فولا النيل لما كانت مصر ومن ھذا المنطلق تتبعت مصر في سياستها مجري النيل من المنبع الي الحوض فالمصب فجميع السدود التي قامت في السودان كانت برعاية مصرية لتتمكن مصر من تدفق المياة إليھا وكانت بحيرة ناصر قد غطت مساحة شاسعة من ارض السودان وغمرت مياة البحيرة جراء قيام السد العالي أرض النوبة التي تزخر بالآثار ولم ينل السودان جراء ذلك قيد أنملة من الذكر والشكر بل مضت السياسات المصرية في اللجؤ الي نيل مزيدا من المكاسب علي حساب السودان واخذ السودان يخسر دون وعي من ساستھ مكاسبا استراتيجية علي حساب مكاسب آنية قصيرة الأجل من الدولة المصرية وما كان ذلك إلا قصورا في الفكر السياسي والاقتصادي من كل الحكومات التي تعاقبت علي الحكم في السودان ونحن ھنا لا ندعو لقطع العلاقات او التشاحن او البكاء علي الاطلال ولكنا نريد تصحيح تلك العلاقة والارتقاء بھا الي مصاف المنافع المشتركة المتبادلة بل ونتوق الي شراكة استراتيجية علي كافة الأصعدة.

وقد جھل من في مصر أن اي خلل أمني او عدم استقرار في السودان يعني عدم استقرار مصر ولم تدرك مصر ذلك جليا إلا عندما اصبحت الحرب في السودان شاملة فأدركت حينھا مصر خطورة الموقف وبرغم استفادتھا اقتصاديا ممن نزح إليھا من السودان ولكنھا أيضا تحملت أعباء أمنية واقتصادية ولولا العلاقة الضاربة في القدم بين الشعبين ومعرفتھما ببعضھم البعض لكن الأمر جد عسير علي الجميع .ومن منطلق ھذة العلاقة الشعبوية ندعو كلا الطرفين لترفيع تلك العلاقة ووصمھا بصيغة تعبر عن تطلعات الشعبين دون من أو أذي وجعل وحدة وادي النيل لا شعارا سياسيا بل علاقات تطبيقية علي أرض الواقع فيجني ثمارھا كلا الشعبين سويا . وللحديث بقية.

حفظ الله البلاد والعباد.

جيش واحد شعب واحد.

ودمتم سالمين ولوطني سلام. الأربعاء/ 22/10/2025