نقطة إرتكاز د.جادالله فضل المولي يكتب : كيف الرجوع لزول قنع

بعد سنوات من التوتر والتباعد، تلوّح حكومة أبوظبي بإشارات رغبة في استعادة العلاقة مع السودان، لكن الطريق إلى ذلك لا يُعبّد بالتصريحات الدبلوماسية وحدها، بل يتطلب خطوات صادقة، واضحة، ومباشرة. فالسودان، الذي دفع أثماناً باهظة في حربٍ مزّقت نسيجه الوطني، لا يقبل العودة المشروطة، ولا يرحّب بمن يحاول الالتفاف عبر الوسطاء أو التجميل السياسي.
العودة إلى حضن السودان لا تكون عبر البيانات، بل عبر الاعتراف الصريح بالخطأ، والاعتذار العلني، والمبادرة الفعلية لجبر الكسر الذي أحدثته السياسات الداعمة للمليشيات. فالدعم الذي تلقّته قوات الدعم السريع من أبوظبي، بحسب تقارير رسمية وشكاوى دولية، ساهم في إطالة أمد الحرب، واستهداف المدنيين، وتدمير البنية التحتية.
السودان اليوم لا يبحث عن خصومة، لكنه لا ينسى من خذله. لا يطلب الولاء، لكنه يطالب بالاحترام. ومن أراد أن يعود، فليأتِ مباشرة، دون وسطاء، دون مراوغة، وليضع على الطاولة ما يُثبت صدق النوايا: دعم حقيقي لإعادة الإعمار، مساهمة في تعويض المتضررين، والتزام بعدم التدخل في الشأن الداخلي السوداني.
العلاقات بين الدول تُبنى على المصالح، نعم، لكنها تُصان بالثقة. والسودان، الذي ينهض من تحت الركام، لا يقبل أن يُدار من الخارج ولا أن يُستغل في لحظات ضعفه. من أراد أن يكون شريكاً في المستقبل، فليبدأ بتصحيح الماضي، لأن التاريخ لا يُمحى، والشعوب لا تُخدع، والسيادة لا تُساوم.
العودة إلى السودان ليست مستحيلة، لكنها ليست مجانية. إنها مشروطة بالصدق، والمبادرة، والاعتراف،لأن من كسر لا يُغفر له إلا إذا جبر.
السودان لا يغلق أبوابه، لكنه لا يفتحها لمن لا يطرقها بصدق. ومن أراد أن يعود، فليأتِ كما يليق بمن يطلب الصفح: باعتراف، وبنية إصلاح، وباحترام لدماء شعبٍ لا ينسى من خذله.
meehad74@gmail.com
5minute ينعي رئيس المفوضية القومية لحقوق الانسان الأسبق مولانا حرية اسماعيل
نعى أليم يقول الحق سبحانه وتعالى:(تبارك الذى بيده الملك وهو على كل شئ قدير*الذى خلق الموت …