نور و نار يوسف أرقاوي حينما تكون الحكومة بكماء بلا متحدثين رسميين و لا مؤتمرات صحفية فإنها تجعل الإشاعات تفسد الكثير في المجتمع

بلا شك هناك ما يتوجب الإفصاح عنه و هناك ما يتوجب كتمانه ..

و تعلمنا من القرءان و السيرة النبوية الكثير من الإشارات حول ذلك ..

الخطط العسكرية و تحركات الجيوش والتحقيقات الجنائية أو المعلومات السرية الخاصة بالمواطنين أو الإتفاقيات السرية فهذا شأنه ٱخر و يعتبر من اسرار الدولة ..

بل حتي فيما يعلمه الإنسان كفرد من معلومات هناك ما يقال و هناك ما لا يقال و ذلك يقاس بالمنفعة العامة و الضرر .. نعرف ما فيه الفائدة و نعرض عن مافيه الضرر ..

و موضوع كيفية التعامل مع المعلومات موضوع طويل و له جوانب عديدة و لسنا بصدد التفصيل في ذلك.

ما نود الحديث عنه هو مسؤولية الدولة في توفير المعلومات فيما ليس فيه خطر علي أمن الدولة مع علمنا ان هناك معلومات يتوجب أن تكون سرية فيما يرتبط بالأمن القومي كما أشرنا ..

أما المعلومات المتعلقة بالسياسات الحكومية العامة التي لا تضر بالأمن القومي فليس ما يستدعي حجبها. .

ونجد دوما لكل جماعة منظمة عسكرية او مدنية متحدث بإسمها يوصل المعلومة للقاعدة التي يتوجب ان تمتلك تلك المعلومة..

لكن للأسف من السلبيات التي جعلت هناك مرتعا للإشاعة عندنا هو عدم تمليك الشعب المعلومات بطريقة رسمية ..

حتي في مجريات هذه الحرب و ما قبل الحرب نجد الناس تستقي معلوماتها من جهات غير رسمية و متضاربة و أفرز ذلك أضرار كثيرة علي المجتمع ..

تجدنا نعلم معلومات عن سياسات حكومية في دول أخري بأكثر مما نعلمه عن الداخل .. في امريكا مثلا تجد المتحدث بإسم البيت الابيض يقدم إحاطات دورية للإعلام .. نعلم مثلا تفاصيل عن الحروب الاخري اكثر مما نعلمه عن حربنا .. حتي داخل غزة و مع الظروف الصعبة نجد حماس ترسل رسائل دورية و كذلك اليمن .. و في روسيا و أوكرانيا يتابع الناس الناطق باسم الجيش في كليهما و ظهورهما الدائم لبيان سير المعارك ..

أما في السودان نقرأ في يوم ضرب مطار نيالا و تحطم طائرة و قتل كل من فيها و في اليوم الثاني نقرأ هبوط طائرة عملاقة أماراتية و تفريغ حمولتها داخل مطار نيالا .. فهل يعقل طائرة تضرب ثم تهبط اخري بسلام . . ثم إذا كان ضرب هذا العدد من الطائرات الاماراتية و قتل ضباط أماراتين و جنود كولمبيين حقيقة أما يستدعي ذلك مؤتمرا صحفيا لقيادة الدولة لتفضح التدخل الأماراتي؟؟!!! و هذا يجعلنا بين أمرين إما المعلومة غير صحيحة و إما أن الدولة تخجل من فضح الإمارات ..

لما معظم أخبارنا من نشطاء !!!!!..

السودان في ظرفه الحالي يتطلب التواصل الدائم بين الدولة و الإعلام لنري مثلا رئيس مجلس السيادة في مؤتمر صحفي يجيب علي أسئلة الصحافة المحلية و العالمية بين فترة و اخري و كذلك الخارجية او الصحة و هكذا ..

أما أن تكون الحكومة بكماء فهذا يفتح مجالا للإشاعة و يحدث ربكة داخل المجتمع ..

مثال التواصل الحالي بين الدولة و امريكا و سفر وفد لواشنطون و المحادثات التي تدور ما الذي يمنع الدولة ان تصرح بسفر الوفد وتعرف ما تريد تعريفه و تعرض عن أي جوانب اتفق مع الطرف الٱخر ان تكون سرية ..

لكن الذي حدث كل صاحب قلم يكتب ما يحلو له و الدولة لا تكذب هذا و لا تصدق ذاك ..