د.أميرة كمال مصطفى تكتب الشهيدة سهام حسن… زهرة الفاشر التي واجهت الرصاص بالكلمة والموقف

في لحظةٍ مؤلمة من تاريخ السودان، امتدت يد الغدر لتغتال البرلمانية الشابة سهام حسن أصغر نائبة في تاريخ البرلمان السوداني، وهي التي حملت هموم وطنها في قلبها، وصوت شعبها في كلماتها، وأمل المستقبل في عينيها. اغتيلت سهام على يد الميليشيا المتمردة بمدينة الفاشر، تلك المدينة الصامدة التي ظلت تقاوم بأرواح أبنائها وبناتها دنس العدوان وعبث المتمردين.
سهام كانت رمزًا لجيلٍ جديدٍ من النساء السودانيات اللاتي قررن أن يكنّ في الصفوف الأمامية من معركة الوطن. كانت من بنات الفاشر الذين تربّوا على القيم وترعرعت بين البسطاء الذين أحبّوها لأنها واحدة منهم صادقة في قولها، نقية في مواقفها، قوية في دفاعها عن قضاياهم.
اغتيال جريمة و طعنة في قلب السودان كله وصرخة في وجه العالم عن مدى وحشية المليشيا المتمردة التي لا تفرّق بين رجلٍ أو امرأة، بيت سياسيٍ أو مدني بين كلمةٍ حرةٍ ورصاصةٍ غادرة. لكنها أيضًا شهادةٌ على أن النساء في دارفورعامه وفي الفاشر تحديدًا لم يكنّ يومًا متفرجات على المأساة، بل كنّ في مقدمة الصفوف، يقدمن الأرواح والدماء فداءً للوطن.
لقد أثبتت نساء الفاشر أنهن رمزٌ للكرامة والإباء، وأن تضحياتهن لا تقل عن تضحيات الرجال في ميادين القتال. فبينما يتراجع المتمردون في وجه صمود المدينة تتقدم النساء بخطى ثابتة نحو الشهادة يحملن في قلوبهن إيمانًا لا يهتز بأن النصر للسودان، وأن الخيانة لا تنتصر على الوفاء.
سهام حسن ستبقى خالدة في ذاكرة السودان، رمزًا للشجاعة والنقاء والإخلاص، وشاهدًا على أن الأوطان تُبنى بالدماء الطاهرة لا بالشعارات وبالنساء المؤمنات لا بالميليشيات العابثة.
ستظل الفاشر تنجب أمثال سهام، وستبقى دماؤها لعنة على كل متمردٍ دنّس تراب دارفور والوطن وبذرةً لحريةٍ قادمةٍ تشرق من رماد الألم.
حفظكم الله ورعاكم
شئ للوطن م.صلاح غريبة – مصر الشمالية.. بوابة السودان لإعادة الإعمار والشفافية
Ghariba2013@gmail.com لا شك أن الحديث عن “إعادة إعمار السودان” يمثل بصي…





