‫الرئيسية‬ مقالات حديث الساعة  إلهام سالم منصور ماذا يُخطط له “الدعم السريع” الآن.
مقالات - نوفمبر 2, 2025

حديث الساعة  إلهام سالم منصور ماذا يُخطط له “الدعم السريع” الآن.

حديث الساعة   إلهام سالم منصور  ماذا يُخطط له “الدعم السريع” الآن.

منذ اندلاع الحرب على السودان، لم يتوقف ما يُعرف بـ”قوات الدعم السريع” عن تغيير تكتيكاتها في الميدان، ولكن في الآونة الأخيرة، بات واضحاً أن هذه الميليشيا تحاول الانتقال من مرحلة القتال العشوائي إلى مرحلة توسيع الإرهاب المنظم في أنحاء البلاد.

 

المرحلة الجديدة: من السيطرة إلى الترويع

 

تُظهر الوقائع الميدانية أنّ الدعم السريع يعمل الآن على توسيع رقعة عملياته الإرهابية في ولايات السودان المختلفة، بعد أن أحكم قبضته على أجزاء واسعة من إقليم دارفور، خصوصاً مدينة الفاشر التي تعرّضت لمجازر بشعة بحق المدنيين العُزّل.

ويبدو أن الهدف الحقيقي وراء هذا التمدد ليس السيطرة العسكرية فحسب، بل إرهاب المجتمعات المحلية وكسر إرادة المواطنين عبر العنف المفرط والتهجير الجماعي والتجويع الممنهج.

 

نهج العنف: سياسة ثابتة

 

منذ بداية الحرب، اتبعت هذه الميليشيا سياسة تقوم على النهب، والاغتصاب، والتصفية العرقية، وتدمير البنى التحتية. واليوم، تتطور تلك السياسة إلى ما يشبه “نظام الإرهاب الداخلي”، حيث تُدار المناطق الخاضعة لسيطرتهم بعقلية الخوف والانتقام، لا بعقلية الدولة.

 

البعد الإقليمي والخطر القادم

 

ما يثير القلق في هذه المرحلة هو محاولات الدعم السريع فتح ممرات لوجستية عبر الحدود مع بعض دول الجوار، بهدف تأمين إمدادات السلاح والغذاء والوقود، وربما التعاون مع جماعات مسلحة عابرة للحدود. هذا التوجّه قد يُحوّل السودان إلى ساحة مفتوحة للإرهاب الإقليمي، إذا لم يُواجه بحسم.

 

المجتمع الدولي: صمت يقتل

 

ورغم توثيق الجرائم المروعة التي ارتكبها الدعم السريع في الفاشر ودارفور، ما يزال الموقف الدولي متردداً ومتأخراً في تصنيف هذه الميليشيا كمنظمة إرهابية. إنّ هذا الصمت لا يُفسَّر إلا كتواطؤ غير مباشر، يطيل أمد المعاناة ويمنح المجرمين وقتاً إضافياً لقتل الأبرياء.

 

ما يفعله الدعم السريع اليوم هو توسيع العمليات الإرهابية داخل السودان في محاولة لتقويض ما تبقّى من مؤسسات الدولة وإفشال جهود التهدئة.

لكن إرادة الشعب السوداني ستظل هي السدّ المنيع أمام هذا المخطط، ولن تنكسر أمةٌ أنجبت جيشها الوطني، وقدّمت للعالم درساً في الصمود والتحدي.

 

الاحد ٢نوفمبر 2025

‫شاهد أيضًا‬

محجوب أبوالقاسم يكتب الرسالة وصلت..حين يتكلم الشعب

لم يكن يوم أمس 13 ديسمبر 2025م يوما عابرا في تقويم الأحداث بل كان فاصلا بين مرحلتين وعنوان…