مضمار_الحقائق وأد الإنسانية بقلم: د. موسى آدم عثمان الفولاني

لم تكن يوما الإنسانية شعارات يُتغنى بها أو دساتير وضعية تطبق على البعض ولا يصلح تطبيقها على البعض الآخر، ليست الإنسانية مؤتمرات وندوات وقمم عالمية وأخرى محلية تنفق فيها الأموال الطائلة باسم الإنسانية.
فالإنسانية إنسان رحيم وقلب غيور ونفس تحب الخير للآخرين لقد ضرب لنا قرآننا أروع الأمثلة في الإنسانية حيث قال: “بالمؤمنين رؤوف رحيم” فالرحمة أساس الإنسانية ورأسها العدل وتقوم الإنسانية بهما وعليهما فعالم بلا رحمة وعدل غابة وحوش يأكل فيها القوي الضعيف وهذا ما نشاهده اليوم، عالم فضوي بلا رحمة يستأسد فيه القوي ويصطاد فيه الضعيف.
عالم ما عرف الإنسانية يوما وما عاش في كنفها أصلا، عالم يدعوا إلى حقوق الإنسان في دساتيره الوضعية فقط ويتشدق بها وهو أول من يتجرأ عليها فيقتل الإنسان على أساس عرقي أو ديني أو طائفي بدعوى الدفاع عن الإنسانية وكرامتها، يقوم عالم الإنسانية الخالي من الإنسانية بتسليح المليشيات والمنظمات الإرهابية لقتل وسحل المدنيين العزل والأبرياء واغتصاب النساء وقتل الأطفال بدعوى الديمقراطية.
يقوم عالم الإنسانية المجرد من الرحمة بدعم الكيانات والدول المعادية للإسلام والمسلمين بالأسلحة المحرمة دولياً واستخدامها لقتل المسلمين في لا إنسانية ولا رحمة. العالم اليوم بأثره لا يحترم الإنسان “المسلم” ويضعه في ميزان البهيمية بل أقل، ولو يعلمون أن البهائم مسبحة لله لما رفقوا بها. فالمسلم عند العالم غير المسلم ليس بشىء ويعترفون بذلك ويجاهر اليهود بها.
لذلك لا تستغرب أن يُقتل مئات الآف أو الملايين من المسلمين في شتى بقاع بأيدي اليهود ومن شايعهم ممن باعوا ذممهم ولا تحرك في العالم الميت ضمير بل العالم الكافر يفرح بإبادة المسلمين وقهرهم وسحلهم والتنكيل بهم والأمثلة على ذلك كثيرة جداً، مسلمون يقتلون في مينامار والهند وأفريقيا الوسطى وإيران وينكل بهم ويضطهون في دول الغرب الكافر المتعجرف المتقطرس. ودونكم ما حدث ويحدث للمسلمين في زمن ليس بالعيد. لقد شهدت دارفور تطهيراً عرقي ممنهجا للقبائل الأفريقية المسلمة عموما، لقد قتل في حرب دافور عام 2003م ما بين 200 – 300 ألف قتيل ويضاف إليها إحصائية الذين قتلوا في حرب إبريل 2023، “وقدّروا عدد القتلى، ومعظمهم من المدنيين، بين 1,300 و2,000 شخص، بينهم عشرات قتلوا على الطريق إلى تشاد. فرّ 8 آلاف شخص إلى تشاد. وما حدث في الفاشر بالأمس ليس ببعيد. وفي إطار احترام الإنسانية قد قتل الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني أكثر من 134 ألفا من الفلسطيين منذ العام 1948م. أما في العراق فقد بلغ العدد الإجمالي للضحايا المدنيين الذين قتلهم الآلة العسكرية لقوات التحالف وما بعدها “غزو العراق 2003” إلى 210 الآف. وكم الذين قتلهم النظام السوري في عهد بشار الأسد بمعاونة دولة الشر فقائمة الجرائم والانتهاكات الإنسانية في حق الإنسان المسلم تطول ولم ولن تنتهي. لماذا لزم عالم الإنسانية والعدالة الصمت والسكوت عن هذه المجازر التي تتفطر لها القلوب وتدمع العيون، مشاهد ما ألفها العالم من قبل وجرائم بشعة ما سطرها علماء التاريخ من قبل، سمعنا بهلتر السفاح ونابليون والمغول والتتار ولكن ما يحدث في عالمنا اليوم أشد فظاعة.
ثم يأتي دور مجلس اللامن والإرهاب الدولي صامتاً عن كل الجرائم التي تحاك ضد الأمة المسلمة، مع وجود الأدلة والبراهين الدامغة التي تدين مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية والتي ترتقي إلى جرائم حرب. ماذا يرتجى من القاتل والظالم عندما يكون الحكم؟ هل ترجون أن ينصفكم عدوكم الأول الذي فضحه ربكم في كتابه *”لتجدن أشد الناس عداوة اليهود والذين أشركوا”* هم أشد الناس كرها وبغضا لدينكم ومنهجكم ولكل من قال كلمة التوحيد وأشد فتكا بكل نفس مؤمنة لذلك لا تمنون أنفسكم بالعدالة المزيفة فهؤلاء يُسخرون جميع أدواتهم للانتقام من الإنسان المسلم، علينا أن نعي ان الأمم الملحدة ومجلس اللامن والإرهاب الدولي ومحكمة الظلم الدولية هي أغطية مزيفة وأقنعة مصطنعة باسم الإنسانية والعدالة. مثلاً هل تعترف الولايات المتحدة الأمريكية بمحمكة الجنايات الدولية؟ هل وقعت على ميثاق روما؟ لتعرفوا أن هذه الأدوات وضعت للبطش بالضعفاء.
هل تنتظر حكومات الدول العربية أو الإسلامية عدل أو سلام ممن لا يعرفون السلام ولا معنى السلام وممن لا عهد لهم ولا ذمة؟!
هل تنتظر حكومات الدول المسلمة إيفاء بالعهود أو المواثيق ممن عرفوا بنقض العهود قبل أن يجف المداد الذي كتبت به؟!
هل تنتظرون من القاتل الظالم إنصافا ومحبة ورحمة؟
ختاماً أقول بقول الملهم المحدث والقائد العادل الذي لم يعرف التأريخ مثله بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله”
تحياتي وتقديري
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله أنت أستغفرك وأتوب إليك
حديث الكرامة كالوقي ..بشاعة المجازر تهز صمت المنابر الطيب قسم السيد
يبدو أن السودان قد احكم خطته لتعزيز مساره الدبلوماسي، بنهج فاعل ومؤثر،عبر المنابر الدولية …





