‫الرئيسية‬ مقالات خواطر ابن الفضل الثورة بين الشعارات والواقع… أسئلة تنتظر الإجابة د. محمد فضل محمد
مقالات - ‫‫‫‏‫أسبوعين مضت‬

خواطر ابن الفضل الثورة بين الشعارات والواقع… أسئلة تنتظر الإجابة د. محمد فضل محمد

خواطر ابن الفضل  الثورة بين الشعارات والواقع… أسئلة تنتظر الإجابة  د. محمد فضل محمد

لستُ ضد الثورة، ولا ضد آمال الشعب السوداني في الحرية والسلام والعدالة.

لكن ما أقف ضده بثبات هو استغلال اسم الثورة لتحقيق مكاسب حزبية ضيقة، والمتاجرة بدماء الشباب بينما تُهمل القضايا التي خرجوا من أجلها.

 

ولذلك فإن السؤال المشروع اليوم ليس: من مع الثورة ومن ضدها؟

بل: من الذي حوّل قيم الثورة إلى شعارات تُرفع حينًا وتُنسى حين تُلامس السلطة؟

 

*أين دماءمن قتلوا ظلما وعدوانا؟*

لقد رفعت قوى الحرية والتغيير شعار “دم الشهيد ما راح”، لكن عند الوصول إلى السلطة تغيّر الموقف، أو على الأقل أصبح الملف مؤجَّلًا.

ولم نرَ تحقيقًا مستقلًا أو محاكمة حقيقية في ملف من قتلوا في فضّ الاعتصام.

 

والأصعب من ذلك أن دماء الذين سقطوا في أحداث 25 أكتوبر 2021 — من بينهم الشابة ست النفور — لم تجد من يتقدم خطوة واحدة نحو العدالة.

ولم تُقم لجنة شفافة، ولم تُعلن نتائج تحقيق، ولم يُقدَّم أحد للمساءلة، فكيف يمكن لمن رفعوا شعار العدالة أن يتجاهلوا هذا الملف عندما أصبحوا شركاء في الحكم؟

 

*أين ذهبت شعارات المحاسبة واسترداد الأموال؟*

 

قيل إنهم سيستردون الأموال المنهوبة ويحاكمون رموز النظام السابق ولكن الحقيقة المرة:

 

١. لم تُثبت تهمة واحدة على رموز الدولة السابقة.

٢. ولم تُسترجع المليارات التي قيل إنها نُهبت

٣. وحتى محاكمة البشير اقتصرت على قضية “25 مليون ريال” فقط.

٤. وثلاثة وزراء مالية أكدوا أنهم لم يتسلموا جنيهًا واحدًا من أموال التسويات.

 

وملفات عديدة بُنيت على لجان لم تُحسن الإدارة ولا الشفافية.

فأين ذهبت الوعود؟ وأين ذهبت شعارات “تفكيك التمكين”؟

أين الحكم المدني الذي بُشّر به السودانيون؟

 

وقد نصّت الوثيقة الدستورية على قيام برلمان مدني كامل الصلاحيات يختار رئيس الوزراء.

لكن للأسف:

 

١. لم يُنشأ البرلمان.

٢. تم تعيين رئيس الوزراء بعيدًا عن النص الدستوري.

٣. وظلّ نظام الحكم بلا مؤسسات تشريعية ثلاث سنوات كاملة.

 

ثم تُرفع الشعارات ذاتها اليوم وكأن التجربة السابقة لم تقع، وكأن الأخطاء تمحوها اللافتات.

 

*من الذي أشعل فتيل الحرب؟*

 

حين جاء الاتفاق الإطاري، قال بعض قادته جملتهم المعروفة:

“إما الإطاري أو الحرب.”

 

وهذه شهادة خطيرة صدرت من أطراف موقعة.

ومن يضع البلاد بين خيارين: “أن نحكم أو تحدث الحرب”، يصبح شريكًا في ما جرى، شاء أم أبى.

 

وفي الختام ان السودان لا يحتاج إلى صراعات شعارات، ولا إلى منافسة في ادعاء احتكار الثورة.

يحتاج إلى صدق، وعدالة، ومواقف تحترم دماء الشهداء… لا تتاجر بها.

ويحتاج إلى أن نواجه الحقيقة بشجاعة:

كفى مزايدة باسم الثورة، وكفى استغلالًا لآلام الشباب وقضاياهم.

 

فالثورة ملك للشعب…

وليست ملكًا لفصيل، ولا منصة لمكاسب سياسية، ولا جسرًا لعودة من فشلوا في الامتحان الأول للعدالة والحكم الرشيد.

‫شاهد أيضًا‬

حديث الكرامة كالوقي ..بشاعة المجازر تهز صمت المنابر الطيب قسم السيد

يبدو أن السودان قد احكم خطته لتعزيز مساره الدبلوماسي، بنهج فاعل ومؤثر،عبر المنابر الدولية …