‫الرئيسية‬ مقالات حديث الساعة الهام سالم منصور من سلسلة فساد سفارة السودان بالقاهرة… إعلان “النبطشية المسائية”لصالح من تُفتح السفارة ليلًا؟
مقالات - ‫‫‫‏‫أسبوع واحد مضت‬

حديث الساعة الهام سالم منصور من سلسلة فساد سفارة السودان بالقاهرة… إعلان “النبطشية المسائية”لصالح من تُفتح السفارة ليلًا؟

حديث الساعة  الهام سالم منصور  من سلسلة فساد سفارة السودان بالقاهرة… إعلان “النبطشية المسائية”لصالح من تُفتح السفارة ليلًا؟

في خضم ما تعيشه سفارة السودان بالقاهرة من فوضى مستشرية وفساد متجذر، يطل علينا اليوم ما يسمّى بـ “النبطشية المسائية” وكأنها إنجاز دبلوماسي جديد، في حين أنها في الحقيقة ليست سوى باب إضافي لممارسة ذات التجاوزات التي أنهكت المواطن السوداني واستباحت كرامته.

 

لا يهم سعادة السفير عدوي — فيما يبدو — ما آلت إليه أوضاع سفارته، ولا حجم الفساد الذي تفشى بين بعض منسوبيها. فالفساد لم يعد اجتهادًا فرديًا أو سلوكًا شاذًا، بل أصبح نمطًا يوميًا تحكمه المحسوبية والوساطات ويتغذى على غياب الرقابة والمحاسبة.

 

لقد تحولت السفارة إلى سوق خدمات غير رسمية، يديرها “سماسرة الشنطة” في وضح النهار، داخل مكاتب رسمية وأثناء ساعات العمل نفسها!

المواطن السوداني يُهان، يُذل، ويُترك واقفًا طويلًا بلا استجابة… بينما تُفتح الأبواب لغيره عبر ممرات خلفية يعرفها من “يدفع” أو من “يُعرف”.

 

وعوضًا عن إصلاح هذا الخلل، جرى ابتداع دوام مسائي…

دوام مشبوه، لا يُعرف من المستفيد منه ولا لماذا فُتح أصلًا، وهل الهدف خدمة المواطن أم خدمة فساد ظل يتمدّد كل يوم؟

 

السؤال الذي يجب أن يسمعه الجميع بصوت واضح:

هل صارت سفارات السودان تُدار بهذه الطريقة؟

من المسؤول عن هذا الانحدار؟

ومن يحمي المواطن السوداني الذي بات ضحية لتفريط الداخل واستغلال الخارج؟

 

إن ما يجري داخل سفارة السودان بالقاهرة لم يعد مجرد “تجاوزات فردية” أو “أخطاء إدارية” كما يحاول البعض تبريره، بل أصبح منظومة كاملة من الفساد تتكامل فيها المحسوبية مع غياب الرقابة، ويتحوّل فيها المكتب الرسمي إلى ساحة سمسرة، ويُصبح فيها المواطن السوداني الحلقة الأضعف في وطنه وخارجه.

 

إن فتح السفارة للفترة المسائية ليس خدمة، بل ستار جديد يخفي ما هو أعمق:

إرادة لإطالة عمر الفساد، وتثبيت واقعٍ مريضٍ يتعرض فيه السوداني — وهو صاحب الحق — للإهانة بينما يُخدم من لا يستحق.

 

واليوم، لا بد من كلمة حق:

الفساد الدبلوماسي أخطر من الفساد الإداري، لأنه يشوّه صورة الوطن أمام العالم ويحوّل ممثلي السودان إلى خصوم لمواطنيه بدل أن يكونوا سندًا لهم.

وإذا لم تُفتح تحقيقات عاجلة ويُحاسَب المتورطون مهما علت مناصبهم، فإن الضرر لن يقف عند أبواب السفارة، بل سيمتد إلى سمعة الدولة نفسها.

 

رفقًا بالمواطن السوداني…

فهو لم يطلب المستحيل، بل يطلب احترامًا وكرامة وخدمة تليق بإنسان يحمل هوية وطنٍ عظيم، حتى وإن تعثرت دولته.

ولتعلم كل سفارة وكل مسؤول أن السوداني اليوم لم يعد صامتًا، ولن يصمت بعد الآن.

فصوت الشعب أقوى من أي مكتب أو ختم أو رتبة…

ومن يستهين بكرامة المواطن، إنما يستهين بكرامة السودان نفسه.

 

 

من سلسلة فساد سفارة السودان بي القاهرة

السبت ٦ديسمبر ٢٠٢٥

‫شاهد أيضًا‬

حديث الكرامة كالوقي ..بشاعة المجازر تهز صمت المنابر الطيب قسم السيد

يبدو أن السودان قد احكم خطته لتعزيز مساره الدبلوماسي، بنهج فاعل ومؤثر،عبر المنابر الدولية …