المحجة البيضاء د. طارق عبدالله مندوبة روسيا وقوة الحجة

لقد استخدمت مندوبة روسيا لدى مجلس الامن اعلى معدلات الاقناع لوقف قرار نشر قوات دولية في السودان الذي تتبناه بريطانيا في جلسة مجلس الامن الاخيرة وجاء منطقها بان سحب قوات الدعم السريع من المدن والقرى والفرقان يكفي لحماية المدنيين الذين يفرون من مناطق سيطرتها إلى سيطرة الجيش كما ان الحديث عن مجاعة في السودان غير صحيح فهناك إنتاجية عالية من الذرة والصحيح إن المجاعة في مناطق سيطرة الدعم السريع التي تمنع وصول المساعدات الإنسانية وفي تقديري بان مندوبة روسيا استخدمت اقوى عبارات الحجة التي تظهر الحقيقية وتدل على المتابعة الجيدة للحرب في السودان والسبب إن علاقة روسيا مع السودان صادقة لا تشوبها المؤامرات وليس فيها اجندة خفية كماهو الحال مع بقية الدول الغربية التي تخفي مراميها في علاقتها مع السودان بل تقدم الاشتراطات مقابل التطبيع مع السودان كماحدث مع الولايات المتحدة الامريكية إبان حكومة البشير التي اشترطت طرد جيش الرب اليوغندي من السودان رغم انه غير موجود مقابل الرضا عنا

ـ المطالبة بنشر قوات دولية في السودان التي تسعى إليها المملكة المتحدة والولايات المتحدة الامريكية وقبلهما جماعة (قحت) و(تقدم) لايسندها منطق إنما امتداد لخطتهما في تدمير السودان وإطالة امد الحرب وهي الخطة (ب ) للتمرد والتي سيقوم بها جناحها السياسي المعروف ولكن كيف يمكن نشر قوات دولية لحماية المدنيين والمتمردين يسكنون في بيوت المدنين وفي مناطق لا وجود للجيش فيها وليست مناطق حرب ..ولاية الجزيرة نموزجا” ..ثم السؤال المنطقي (تحمي القوات الدولية المدنيين من من).. فهذه الحرب واضحة ومهما حاول البعض الالتفاف على الحقائق والتآمر لن يجدوا الفرصة.. فقد بنت بريطانيا والإمارات العربية ودول اخرى خطتهم على مجموعة من (الجهلة) ولابد ان يكون الفشل هو النتيجة المتوقعة ولدينا مثل عامي يقول ( البباري الجداد بيوديهو الكوشة) المثل يحتاج لترجمة لغير السودانيين ولكنه صالح للتشبيه على الحالة التي ذكرتها وانقياد دول كبرى وراء مرتزقة تقتل وتنهب وتغتصب وتوثق لافعالها

-واضح جدا إن روسيا تفهم تفاصيل الازمة السودانية ولا يستبعد ان تكون هناك العديد من الدول بذات الفهم ولكنها لاتعبر عنه بذات القوة والمنطق والترتيب وليس هناك مقارنة ..روسيا دولة عظمى لها إرادتها الكاملة وهي جديرة بتكوين حلف عريض يواجه شر امريكا وحلفائها صحيح ان ملامح ذلك الحلف بدات تظهر في الصين والسودان وتركيا وإيران بعض الشئ ولكن الامر يحتاج لانضمام دول اخرى ذات تاثير من شرق آسيا والشرق الاوسط وافريقيا فهو الحل الوحيد امام تغطرس الولايات المتحدة الامريكية ودناءات فرنسا وسماجة المانيا والعالم لن يهدا الا باعداد هذا التحالف القائم على المصالح الاستراتيجية المشتركة وهذا للعموم اما فيما يخصنا في السودان فيجب إن نعض على العلاقات مع روسيا بالنواجز بالمزيد من التطوير والتعاون