نقطة إرتكاز د.جادالله فضل المولي جركاس : درس في الوفاء يتفوق على خيانة البشر

بعد عامين وشهر من الفراق، يعود صائد الأفعى وأسرته إلى الحاج يوسف، لكن لم يكن في استقبالهم أحد من البشر، بل كان أول المستقبلين هو جركاس (الكلب) الوفي الذي بقي على العهد،منتظراً عودتهم بصبر النبلاء.في لحظة اللقاء، أظهر “جركاس ” وفاءً يفوق أخلاق من ظنناهم بشراً بيننا، هؤلاء الذين شاركونا الماء والملح والملاح، ثم خانوا وخربوا وباعوا ونهبوا.
ظل كلبي الوفي ينتظر بصمت بينما رحل الجميع، لم يُغادر ولم يبحث عن مأوى آخر، بل بقي حارساً للدار، مؤمناً بأن أصحاب البيت سيعودون يوماً ما.لم يُدنّس حرمة المكان ولم يبيع أسرار أهله على عكس البعض الذين خانوا، كشفوا الأسرار، ولم يراعوا عهد الجوار والأمان.لحظة اللقاء لم تكن مجرد فرح، بل كانت درساً في معنى الوفاء الحقيقي أظهر “جركاس” أن الوفاء ليس مرتبطاً بالكلام، بل بالأفعال الصادقة.ما أعظم الوفاء حين يأتي من كائن لا يملك إلا صدق المشاعر، مقارنة بمن يخون لمجرد مصالح زائلة.
مع الأسف الخيانة تأتي ممن لا يعرف قيمة العهد، البعض شاركوا الحياة مع أهل الدار، لكن حين جاءت الفرصةباعوا كل شيء بثمن بخس.الوطن ليس مجرد مكان بل مسؤولية أخلاقية، الخيانة ليست فقط سرقة الممتلكات، بل خيانة الثقة والعشرة، وهي ما يجعل الخائن أسوأ من أي غريب. أثبت جركاس أن الوفاء لا يحتاج إلى جنس أو رتبة.. بل إلى صدق المشاعر الكلب الوفي كان أشرف وأوفى من بشر لم يصونوا الأمانة.المقارنة لم تعد ممكنة، فالوفاء أصبح نادراً بين البشر، بينما بقي “كلبي ” رمزاً للصبر والإخلاص الحقيقي.
الإنسان يُحدد قيمته بأفعاله لا بمظهره،لا تُخدع بالشكل بل احكم على القلب والجوهر،لا يعني أن الشخص يبدو محترماً أنه يحمل أخلاقاً صادقة، فالوفاء لا يُقاس بالمظهر بل بالتصرفات.الخائن يبيع كل شيء، حتى المبادئ ولا يمكن لمن يخون الجوار ويكشف الأسرار أن يكون محل ثقة مرة أخرى.ما قيمة الإنسان دون صدق وإخلاص؟ البشر هم من يُحددون إن كانوا يستحقون هذا الاسم، فالخيانة تُجرّدهم من كل صفات الإنسانية الحقيقية.إذا أردت أن ترى الوفاء، فلا تبحث عنه في الشعارات،بل في الأفعال الصادقة التي تستمر رغم الفراق والغياب.
إذا كانت القيم تُقاس بالأفعال، فإن “جركاس” انتصر، بينما انهزم من خان وغدر وباع المبادئ بثمن بخس.حفظ الله السودان وشعبه.
meehad74@gmail.com
وجه الحقيقة إبراهيم شقلاوي حكومة الأمل.. كتاب لم يقرأه السودانيون
في مشهد سياسي ما زال عالقًا في ذاكرة السودانيين، قدّم الدكتور كامل إدريس نفسه، عقب أدائه ا…