أصل_القضية الحيلُ مات… إلا حُبُّك يا سودان لا يزال حيًا محمد أحمد أبوبكر باحث بمركز الخبراء العرب
في مساءٍ سودانيٍ خالص، وفي حوشٍ يملأه صمتٌ أكثر بلاغة من الكلام، جلس “عمك محمد أحمد” أمام زوجته الحاجة “آمنة”، وبصوتٍ فيه من الحنين ما يكسر الصخر، قال:
> “زمان كنت بريدك بالحيل… إلا الحيل مات.”
ثم رمقها بعينٍ مبتسمة، مستسلمة، وقال:
> “إلا لسه بريدك يا آمنة.”
تخيلوا… لو أن هذا الحوار البسيط، العابر، المُضحك في ظاهره، هو خلاصة علاقتنا بالسودان.
الحيل – بكل تجلياته: الطاقة، الأمل، الصبر، وحتى جلد الانتظار – قد يكون مات.
لكن الريدة؟
ما زالت حيّة، تنبض تحت رماد الإحباط، وتخترق ثقوب الظلام لتقول:
لسه بنحبك يا سودان.
التنشئة أولاً… لا التنظير ولا التطبير
السودان اليوم ليس فقيرًا في الذهب، ولا النفط، ولا العقول…
إنما فقير في مشروع التنشئة.
فقير في المؤسسات التي تصوغ الوعي، وتُربي الأجيال على الفرق بين الوطن ومغتصبيه، بين الإعلام والارتزاق، بين الحُب والاستغلال.
في غفلة من الزمن، ظهر “جعفر سفارات” كصوتٍ مسموع – لا لأنه حكيم، بل لأن الساحة خلت من الحكماء.
صار الساخر مرجعًا، والعابر أيقونة.
تراجعت الدولة عن دورها في التوجيه،
وانكمشت النخب في زوايا التنظير الخجول.
وتُرك الوعي للشارع، يصيغه من كلمات “منقة”، وبيانات “بيجو”، وهراء “أم نخرة”…
فهل هذا هو السودان الذي نريد؟
أصل القضية… نُقطة ارتكاز لفكرة كبرى:
حين أطلقت عمودي “أصل القضية”، لم أكن أبحث عن منصة للنشر فقط،
كنت أبحث عن منصة لإعادة بناء المعنى، فكان مركز الخبراء العرب.
واليوم، بعد أن لاحظت انتقال أسلوب المقال – لغته، إيقاعه، ونبرة الصدق فيه – إلى كتابات آخرين على ذات المنصة، لم أضِق بذلك، بل رأيته علامة انتصار كبيرة في معركتنا ككتاب الكرامة والتنشئة.
“أصل القضية” اليوم ليس مجرد زاوية،
بل نواة think tank سوداني غير تقليدي،
يستمد قُوته من قدرته على ربط الشعب بالنخبة، والمشاعر بالفكر، واليوميّ العابر بالاستراتيجي العميق.
ليس تنظيرًا فوقيًّا، بل إعادة تشكيل وجداني لوطنٍ أنهكته الحرب وخذلته المؤسسات.
من جعفر سفارات إلى مشروع قيمي:
دعونا لا نحارب جعفر سفارات، بل نُسخّره.
نأخذ فوضاه ونُعيد ضبطها، نُنزّل التنشئة مكانها الصحيح لتُهذب وتُبصّر.
نُحوّل “آمنة” من شخصية شعبية إلى رمز للوطن…
نأخذ وجع عمك محمد أحمد ونحوله إلى نص وطني يُعلّم الحب والبقاء رغم انكسار الحيل.
ختاما،،
يا من ضاقت به السبل، لا تنسَ أن الوطن لا يُحب حين يكون قويًا فقط، بل يُحب في ضعفه أكثر…
فإن خانتك الحيل، فاجعل من الريدة وقودًا،
وإن ضلّت بك الطرق، فاجعل من “أصل القضية” بوصلةً تعيدك حيث يجب أن تكون.
فالوطن ليس حدودًا جغرافية، بل وعدٌ أخلاقيّ…
والوعد لا يُنقَض إذا ما صدقت العهود.
وإن غابت الحيل… فالعهد لا يزال حيّا.
وإن خابت الوسيلة… فالنية لا تزال نقية.
وإن طال الظلام… فالشموع في القلوب لا تنطفئ.
فيا سودان… لسه بنحبك، بالحيل…
توقيف مستشار قانوني بتهمة خيانة الأمانة
أوقفت السلطات الأمنية بولاية البحر الأحمر المستشار القانوني مزمل عثمان المبارك، وذلك على خ…