مدني.. الحب الذي لا ينتهي زين العابدين احمد (اب شنب)
في قلب السودان، حيث الشمس تسبح في سماء صافية كقلوب أهلها، تقف مدني كأنها قصيدة حب كتبتها الأيام. مدينة لا تُشبه إلا نفسها، تتنفس التاريخ والأصالة، وتروي حكايات المحبة والصبر. هي أرض المحنة التي يعشقها الجميع، لأنها لم تمنحهم إلا الدفء والحنين.
مدني.. والطيبة التي لا تُوصف
أهل مدني هم سرّ جمالها، كأن الطيبة قد اختارت أن تسكن في قلوبهم. تراهم في الأسواق يتبادلون الابتسامات، وفي الأحياء يتشاركون الأفراح والأتراح. لا تسأل في مدني عن عنوان، فكل شارع فيها يقودك إلى بيت مفتوح وقلب دافئ. حتى الغريب لا يبقى غريبًا طويلًا، فسرعان ما يصبح جزءًا من هذه العائلة الكبيرة.
أرض المحنة.. وأرض العزّة
عرفت مدني المحن، لكنها لم تعرف اليأس. تحملت الحرّ الشديد، وانتظرت المطر كأنه ضيف عزيز، وعاشت بقلب مفتوح رغم كل التحديات. هي مدينة تعلّمك أن الصبر ليس مجرد انتظار، بل هو إيمان بأن الأجمل قادم. حتى ترابها يقول لك: “لا تستسلم، فالشمس تشرق دائمًا من هنا”
من ذاق حلاوة مدني، لن ينساها أبدًا. من شرب من مائها، أو أكل من ثمارها، أو جلس تحت ظل أشجارها، سيعود إليها ولو في الأحلام. هي ليست مجرد مدينة، بل ذاكرة دافئة، وروح لا تفارقك،وحب لا ينسى.
مدني يا أجمل خبر
مدني ليست مجرد مدينة، بل قصيدة حب على ضفاف النيل الأزرق، وذاكرة وطنية تحفظ ملامح النقاء والبساطة، وسيرة إنسان ودود لا يُشبه أحدًا إلا نفسه. حين نقول “مدني”، نقول الطيبة بلا تكلّف، والوداعة بلا ضعف، نقول الناس الذين يفتحون لك بيوتهم قبل أن تسأل، ويمنحونك الاحترام كأنك جزء من تفاصيلهم اليومية.
في مدني، للهواء نكهة، وللشوارع روح، وللمقاهي القديمة صوت الحكايات الدافئة. تمتد الأسواق فيها كأنها أذرع تصافح الداخلين، ويبهرك ترابط أهلها، كأن المجتمع كله أسرة واحدة تتشارك الحزن والفرح والرزق.
وحينما بدأت حرب الخرطوم، وتفرق الناس بين مدن السودان وقراه، كانت مدني الحضن الأوّل والملجأ الآمن. كل ناس الخرطوم زحفوا نحوها، ففتحت لهم ذراعيها وقلوب أهلها. لم تسألهم من أين أنتم، بل سألتهم ماذا تحتاجون؟ فاستضافتهم كأنهم من صُلبها، واقتسمت معهم الخبز والماء والمأوى، وقدمت دروسًا في الكرم لا تُنسى.
مدني يا أجمل خبر، يا زهرة تتفتح رغم جراح الوطن، يا مدينة تعاند الخراب بالحياة، وتُعلمنا أن الجمال لا يُهزم حتى إن حاصرته الحرب. فيها يُولد الأمل كل صباح، وفي إنسانها تُختصر معاني الكرم والصبر والانتماء.
مدني..
قد تغيب عنها الاجساد ، لكن القلوب تبقى هناك.. معلقة بترابها، بسماءها، بضحكات أهلها. فكيف لا نحبّها، وهي التي أعطتنا كل شيء، ولم تطلب شيئًا إلا أن نذكرها بالخير؟ ❤️
“مدني.. حكاية لا تنتهي، وقلب لا يتوقف عن الخفقان.”
مدني ليست فقط عاصمة الجزيرة، بل عاصمة لقلوب السودانيين، فهي عنوان للمحبة وميناء للسلام الداخلي. لكِ السلام مدني، ولكِ الدعاء أن تبقي كما أنتِ… بهيّة.هنيه
طيبه امنه
احمد الطيب عبدالله رئيس شعبة مصدري الصمغ العربي مغردا
بمخاطرة المنتجين، وجهد المصدرين، وجهود العسكريين في فتح الطرق والتأمين ،، سجلت نسبة الصمغ …