حسن النخلي يكتب التحليق وسط الزحام _رؤي وآراء حول صناعة السلام. (5_5).

لقد تحدثنا عن التحديات الداخلية والخارجية التي تواجھ صناعة السلام في المقال الصادر بتاريخ 16/7/2025 وفاتنا ان نشير للتسلسل(4_5) فعذرا للسادة القرأ والمتابعين .

إشارات عامة حول نھجنا في كتابة ھذة السلسلة حول تحليقنا حول صناعة السلام .

لقد قمنا بفتح الباب حول ملف (صناعة السلام) والتأكيد علي أن السلام لايعني الاستسلام .وأن تلك الأصوات المنادية بلا للحرب ليس بالضرورة أنھ تدعو لصناعة السلام (واللبيب بالإشارة يفھم ).

تطرق (التحليق )إلي النقاط الجوھرية الرئيسية في صناعة السلام وتجنبنا الفروع المنبثقة والتي تتشعب منھا كثير من المحاور مما قد يفضي إلي عدد كبير من التحديات والتي تتفرع علي أساسها الكثير من الحلول ولذا عمدنا لأصل وجذور التحديات للتركيز علي النقاط الجوھرية لإلقاء الضوء وتركنا البقية لذوي الاختصاص كل في مجالھ لصناعة السلام خشية الإذھاب ولأن السلام شجرة واحدة وكل لايتجزأ فما إن شرعنا في الجذور حتي دانت لنا الفروع.

وأتضحت الرؤية فتراكم التحديات وإزالتها تحتاج لھضم القضية مع الجھود التي ينبغي أن تبذل في ھذا السياق.

والسلام غاية لا تحتمل التأويل وأول مراتبھ السلام الداخلي (العلاج النفسي ورتق النسيج الإجتماعي) فالنفس ھي المجتمع الذي يكون الوطن .فاليد التي تبني لاتعرف الھدم إلا لتشييد صرح جديد. وقتل المعتدي ومحاربتھ ھي إشاعة للسلام وفرض ھيبة الدولة والتدافع سنة الله في خلقھ فولا التدافع لفسدت الأرض وذھب العدل بين الناس .

وثمرةالسلام ھي الصلاح في الأرض وصناعة السلام ھي الإصلاح في الأرض والله لا يحب الفساد ولا المفسدين .

وتلك ھي فلسفة السلام فھي فكر وعقيدة وضرورة لا توقفھا الحروب بل الحرب في كثير من الأحيان تعد وسيلة لحماية الوطن والمواطن و طريق لتحقيق و فرض السلام .

فالسلام يصنع ولا يستجدي فلابد لنا من صناعة السلام مھما إدلھمت الخطوب (فالمؤمن القوي خير وأحب الي الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير أحرص علي ماينفعك …) وماينفعنا ھو السلام الذي نصنعھ نحن بأيدنا وصدق النوايا والتوجھ لمرادات الله منا لا مايفرض علينا الغير لقاء عرض زائل أو مكسب سياسي رخيص فنحن من يملك القرار فلا وصاية ولا تبعية .

واذا دلفنا الي مكاسب السلام بتلك المواصفات نجدھ يعالج كل المشاكل التي تواجھ البلاد من تفرقة وعنصرية وجھوية وتحزب بغيض مبني علي الطائفية فأول ثمرات السلام وحدة الجبھة الداخلية وتماسكھا ممايدعم بناء الدولة الحديثة ويمھد لجو معافي يسمح بأعادة الأعمار ووضع دستور دائم للبلاد يتوافق عليه الجميع والتأسيس لفيدرالية إتحادية تنأي بالوطن عن الإنزلاق في مھاوي الحروب والإنقسام وتحسم مغامرات الأحزاب وتھافتھا علي السلطة. والتأسيس لجيش وطني موحد حديث يقارع كبريات الدول من حيث الھيكلة والتنظيم والتطوير وإدخال التكنولوجيا ضمن النظم الدفاعية والھجومية لدي الجيش.

وان من ثمرات السلام أيضا الأستقرار ونمو الاقتصاد وجلب الاستثمارات بكافھا أنواعھا ممايقوي الإقتصاد الوطني .فالسودان قطر يزخر بكثير من الموارد البشرية والمادية ومازالت تنتظر الإستغلال .

التوسع في التعليم بكافة ضروبھ والتوجھ نحو البحث العلمي وتطوير الزراعة والصناعة للوصول إلي الإكتفاء الذاتي.

سادتي إن لھذا البلد شأن كبير فھو قطر لا ينقصھ شئ سوي الإستقرار .

ولم يطلق الدكتور كامل إدريس علي حكومته أسم( حكومة الأمل) عبسا فإنه يعلم كما يعلم الجميع إن ھذة الأرض تزخر بالكنوز والأسرار.

فقط علينا التوافق وحينھا سنملك القرار.

أنا السودان جمال إشراق وعيدية

إنا السودان بضي شمسھ النھارية

وحفظ الله البلاد والعباد

وشعبنا وجيشنا المغوار

ودمتم سالمين ولوطني سلام.