‫الرئيسية‬ مقالات الزين اب شنب يكتب التصنيف الأمريكي لمرتزقة الجنجويد كجماعة إرهابية… بداية لعاصفة محلية وإقليمية
مقالات - ‫‫‫‏‫24 ثانية مضت‬

الزين اب شنب يكتب التصنيف الأمريكي لمرتزقة الجنجويد كجماعة إرهابية… بداية لعاصفة محلية وإقليمية

لم يكن قرار الولايات المتحدة بالاتجاه نحو تصنيف “قوات الدعم السريع كجماعة إرهابية مجرد موقف دبلوماسي أو ضغط سياسي مؤقت. بل هو تحول استراتيجي عميق يحمل في طياته تداعيات خطيرة على المستويين المحلي والإقليمي، ويفتح الباب واسعًا لمحاسبة كل من تورط في دعم أو التماهي مع هذه المليشيا.

انه تصنيف يحمل آثارًا قانونية، ومغزى سياسي، وعبء أخلاقي. فكل من موّل أو دافع أو تعاون مع الجنجويد – سواء بوعي أو غفلة – سيكون عرضة للتجريم الدولي، والملاحقة القانونية، وربما العقوبات الشخصية.

ومن المفارقات المؤلمة، أن قائمة المتورطين المحتملين لا تقتصر على قادة الحرب، بل تمتد إلى *نشطاء وحقوقيين وسياسيين* وجدوا أنفسهم، في لحظة اضطراب، يشرعنون لمليشيا تمتهن القتل والنهب والاغتصاب.

من بعض نشطاء حقوق المرأة إلى بقايا اليسار، من متصدري منابر الإعلام إلى أصحاب المبادرات السياسية الرمادية، الكل قد يواجه *لحظة كشف* قاتلة.

التصنيف – إن تم – لن يكون نهاية للجنجويد فقط، بل *نهاية لحقبة من التواطؤ الصامت، والتماهي مع العنف، واللعب بالنار* على حساب دماء الأبرياء.

فباذن الله سبكون زلزال قانوني وسياسي، سيرتجف تحته كل من راهن على الخراب

إن بعض هؤلاء -رغم حسن نوايا بعضهم باتوا مهددين بالوقوع في خانة “المتعاون مع جماعة إرهابية”، وهي تهمة دولية لا تُمحى بسهولة، وقد تُغلق أمامهم أبواب الدعم والتمويل والسفر والمشروعية السياسية.

إقليمياً، التصنيف الأمريكي سيكون بمثابة صفعة قوية للرعاة الإقليميين للمليشيا وعلى رأسهم النظام الإماراتي، الذي ظل يُتهم بتمويل هذه الجماعة وتوفير الدعم اللوجستي والإعلامي والسياسي لها في الخفاء. سيفرض ذلك على كثير من الدول إعادة النظر في علاقاتها، خشية التورط في ملفات دعم الإرهاب.

ومحلياً، سيفضح القرار حجم التورط الأخلاقي والسياسي لعدد كبير من الواجهات التي استغلت الأزمة لتصفية خصومات أيديولوجية أو انتهاز الفرصة لتسلّق ظهر الدماء من أجل مكاسب آنية. سيكون لحظة فرز حقيقية: من وقف مع الشعب، ومن تماهى مع المليشيا التي اغتصبت وقتلت ونهبت.

وإذا صدر التصنيف، فإن ما بعده لن يشبه ما قبله. ستُفتح ملفات، وتُقلب طاولات، وربما يُعاد رسم المشهد السياسي على أسس أخلاقية ووطنية أكثر وضوحاً. لن يكون بمقدور أي طرف أن يقول “لم أكن أعلم”، فالجريمة الآن موثقة، والموقف أصبح محدداً: *إما مع السودان، أو مع مليشيا الإرهاب*.

وربما يكتب هذا التصنيف فصلاً جديداً في كتاب العدالة، فإن أعظم انتصار هو أن دماء الأبرياء لم تذهب سُدى، وأن من راهنوا على الخراب سيجدون أنفسهم هذه المرة في *قفص الحقيقة والتاريخ*، حيث لا تنفع شعارات ولا تبريرات.

ولكننا في الاخر نقول

إن ما يحدث ليس فقط نهاية للمليشيا، بل هو بداية لصحوة ضمير سياسي وأخلاقي، تعيد تعريف من هو الوطني، ومن هو المتاجر بدم الوطن.

‫شاهد أيضًا‬

هل الامتحانات النهائية هي المقياس الحقيقي لانتقال الطالب بين الفصول بقلم: د. بشارة حامد جبارة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وص…