صفوة القول  (رويترز ) و(هارون ) ؛ ما وراء كلمات حوار الأجندة ..!! بابكر يحيى 

اختارت وكالة رويترز – أن تحاور رئيس المؤتمر الوطني مولانا أحمد محمد هارون ، وهو بالطبع اختيار له مدلولاته من حيث الأثر والأهمية ؛ واختارت أن تضع على منصته جملة من الأسئلة الصعبة والمهمة والتي تتعلق بمصير الوطن وقضايا الراهن والمستقبل ..

اختارت رويترز أن تضع هارون في مقام المسؤولية الوطنية ولم تضعه في مقام السياسي العادي ؛ كسائر قادة الأحزاب السودانيين !! فمن خلال اللقاء يبدو للقارئ أن حزب المؤتمر الوطني هو الأكثر فاعلية وأهمية وذلك من خلال وحي الحوار وهو ما يتسق موضوعيا مع الوقائع الأخرى ..!!

وكالة رويترز لم تنشر نص الحوار بالطريقة العادية المعهودة والتي تقوم بها غالبية الصحف المحلية والعالمية (طريقة السؤال والجواب ) ، بل نشرته على طريقتها الخاصة طريقة التقارير الاستقصائية المعلوماتية .. وتورد الحوار في جملة من التقارير التي تتعلق بهذا الشأن، وهي كالعادة تجري جراحة على الحوارات لاستخلاص معلوماتها التي تريد ..!!

رويترز حققت أجندتها من الحوار واختارت ما يناسبها من مجموع الإجابات وأبرزت من تشاء منها وأخفت من تشاء ! لكن هناك نقاط لم تستطع تجاوزها ولم تستطع اخفائها وهي (نقطة إن المؤتمر الوطني لن يعود إلى السلطة إلا عبر الانتخابات ، وأن حزب المؤتمر الوطني ليس مرتبطا بأي جهة خارجية سياسية كانت أو فكرية ، ونقطة علاقة الجيش بالسياسة بما في ذلك وضعية الجيش لما بعد الفترة الانتقالية، اضافة إلى نقطة مشاركة عضوية المؤتمر الوطني في الحرب )..

هذه النقاط برزت حتى من خلال التقرير المستخلص من الحوار وسأعلق على نقطتين فقط أو ثلاث ، النقطة الأولى : (نقطة مشاركة الجيش في السلطة ووجوده في السياسة ) ؛ فقد كانت وجهة نظر المؤتمر الوطني في هذه النقطة واضحة وهي نابعة من رؤيته بهشاشة الوضع الأمني في السودان فهو يرى أن هذه الهشاشة تتطلب وجود الجيش في السلطة حفاظا على الأمن القومي على أن تكون هناك ديمقراطية مستحدثة تناسب الوضع السوداني وهي ما تحدث عنها هارون بضرورة اجراء استفتاء شعبي لاختيار قائد الجيش وهذا الاستفتاء هو تفويض شعبي لشخصية القائد العام حتى يخوض بعمق في الشأن السياسي العام ..!!

اما النقطة الثانية التي أعلق عليها فهي مشاركة حزب المؤتمر الوطني في الحرب فقد أكد هارون على أنها مشاركة وطنية خالصة وإسهام عام من الحزب في معركة الكرامة ولم تكن من أجل العودة الى الحكم أو من أجل مكاسب سياسية وهذه النقطة لم تستطع وكالة رويترز من اخفائها برغم من أنها أخفت الكثير ..

*صفوة القول*

حوار رويترز مع مولانا أحمد محمد هارون أكد على نقطة مركزية مهمة وهي أن المؤتمر الوطني هو الأهم والأكثر تأثيرا وفاعلية في المشهد السياسي السوداني ؛ وقد نجح هارون في إيصال كلما يريده من رسائل عبر هذه المنصة الإعلامية المهمة في العالم وإن حدث تجريف لخطابه حاول الخصوم توظيفه كعادتهم .. لكنهم انقلبوا خاسرين .