رحم الله الشريف زين العابدين الهندي… حين قال أي بندقية بتحرس التنمية هي البندقية الشرعية” بقلم: زين العابدين احمد عبدالرحمن

كلمات قليلة، لكنها تختصر فلسفة وطنية عظيمة، خرجت من رجل كان يرى ببصيرته ما تعجز عن رؤيته حسابات السياسة الباردة.
الشريف زين العابدين الهندي له الرحمه لم يكن سياسياً عادياً، بل كان صاحب مشروع وطني عميق، يؤمن بأن الشرعية لا تُمنح بالبروتوكولات وحدها، بل تُصنع بالفعل الذي يخدم الإنسان السوداني.
فحين قال:”أي بندقية بتحرس التنمية هي البندقية الشرعية”،
كان يضع معياراً أخلاقياً ووطنياً للشرعية،
لا يرتبط بالأيدولوجيا، ولا بالمكاسب السياسية،
بل بما تُقدمه هذه البندقية من حماية للحياة، للزرع، للمدرسة، للمستشفى، للطفل الذي يذهب مطمئناً إلى مدرسته.
ففي زمن اختلطت فيه الرايات، وتشابهت الشعارات، تظل مثل هذه العبارة نوراً يكشف الحقيقة:
فالبندقية التي تحمي ترعة الري… شرعية.
والبندقية التي تؤمّن الطبيب في نواحي دارفور… شرعية.
والبندقية التي تصمت عند صوت المزارع وترد على من يعبث بالوطن… تلك هي بندقية الوطن.
أما ما عداها من بنادق موجهة للصدور،
تنهب، وتغتصب، وتُقسّم،
فهي بندقية خيانة، لا تعرف الوطن، ولا تستحق الاحترام.
رؤية الشريف كانت واضحة المعالم:
السودان لا يُبنى بالشعارات الثورية الفارغة، بل بالعرق والمصنع والحقل.
وكان يرى أن مشروع النهوض الحقيقي يبدأ من السلام مع الذات، والاتفاق على مشروع وطني جامع، يعلو فوق الحزبيات والجهويات.
لم يكن ضد المقاومة، لكنه كان ضد الفوضى، وكان دائماً يربط بين الأمن والتنمية كجناحين لا ينفصلان.
حيث دائما نجد أن افاق الشريف زين العابدين كانت أرحب من حدود الأحزاب،
كان يتحدث عن وحدة السودانيين لا وحدة النخب،
وعن تنمية الريف لا حبس السياسات في الخرطوم،
وعن بندقية تحرس الزرع لا تقف على بوابات البنوك.
رحم الله الشريف، زين العابدين الهندي بقدر ما أعطي لهذا الوطن من نضالات وتضحيات وروي شامله
فقد ترك لنا ميزاناً نزن به المواقف
ونفهم به معنى السيادة،
ومَن يستحق أن نحمل له الراية،
ومن يجب أن تُكسر على يده البنادق.
وقد آن الأوان
لنفهم أن البندقية التي لا تُزرع حولها الحياة، لا تستحق أن تُرفع.
بالواضح فتح الرحمن النحاس مصير التمرد عبرة لمن يعتبر..مناطحة الجيش مهمة مستحيلة..لايغتر أحد بقوة يمتلكها
التضحيات التي بذلها الجيش القومي والمقاتلون تحت رايته في ميادين (معركة الكرامة)، تظل أكبر …