محجوب أبوالقاسم يكتب متى تنصفوا هذا الشعب؟

جهود عظيمة تبذل على الأرض لا ينكرها إلا جاحد فقد ثبت جيشنا الوطني ومعه القوات المساندة من المخابرات والمشتركة والشرطة والمقاومة الشعبية والمستنفرين والمجاهدين أركان الدولة وأعادوا الهيبة والسيادة لوطن كاد أن يبتلع في لحظة فوضى وسلاح منفلت،وها هي حكومة الدكتور كامل إدريس تمضي في الطريق الصحيح واضعة على عاتقها مهمة إعادة بناء ما تهدم وبث الحياة في جسد أنهكته الحرب، ولكن رغم كل هذا ثمة قضية تمضي كطعنة نجلاء في خاصرة الأمل غلاء فاحش يهدد ما تبقى من صبر الناس.
جهود العودة الطوعية للمواطنين تسير كما يجب وربما أفضل مما كنا نظن فالرغبة في العودة إلى حضن الوطن لا تقف أمامها الحواجز مشهد اللاجئين وهم يسيرون على تراب السودان ويقبلونه هو في حد ذاته مشهد يستحق الاحترام ويعني أن الناس لم تنكسر رغم كل ما مر بهم من قهر وتهجير ونهب، ولكن في المقابل ما أن يضعوا أقدامهم في ديارهم حتى تبدأ المعاناة من جديد، فالوطن لا يختزل في الأرض وحدها بل في الكرامة والقدرة على العيش الكريم وهنا تبرز الأزمة الأكبر الغلاء الطاحن في كل شيء من لقمة الخبز إلى علبة الدواء.
المواطن فقد كل شيء تقريبا لم تترك له الميليشيا شيئا سرقت أمواله نهبت ذهب نسائه، استولت على أثاث منزله وحتى الذكريات الجميلة خطفتها الحرب، عامان ونيف من المعاناة والناس تأكل من سنامها إن وجد لها سنام أصلا وتحيا على الأمل وحده وقد بات هذا الأمل نفسه سلعة نادرة ، ومع ذلك يصبر المواطن على انقطاع الكهرباء وشح المياه وضعف التعليم وغياب الصحة ويدرك أن الدولة تحاول وتكافح في ظل تحديات جسام لكن ما لا يمكن الصبر عليه هو الغلاء الذي بات كجدار من نار يحاصر كل أسرة وكل فرد،حتى موظفي الدولة لم تعد رواتبهم تكفي لشراء أبسط الاحتياجات لمدة ثلاثة ايام فكيف بمواطن عاد صفر اليدين لا يملك مأوى ولا قوتا ولا حتى فراشا يمد عليه جسده المنهك كيف نريد من لاجئ أن يعود وهو يعلم أن الجوع في انتظاره؟
والذي يملك قدر يسير من المال يتوجه لشراء مايسد جوعه دون النظر للقيمة الغذائية وذلك يؤدي الى ضعف الجسد وقلة الانتاج وإنعدم الصحة ويكلف الدولة خسائر اكبر في القوة البشرية والانتاج والدولة في أمس الحاجة لسواعد ابنائها في البناء والتعمير.
يسالنا الله عن ماذا فعلتم وماذا خط قلمكم مما تشاهدونه فإنني ادق ناقوس الخطر واضع هذه الكلمات أمانة في عنق كل مسؤول وعلى رأسهم الدكتور كامل إدريس رئيس الوزراء الذي وعد بأن يكون ملف معاش الناس هو الأولوية القصوى في برنامجه الحكومي ، نريد من وعوده أن تتحول إلى واقع محسوس وإجراءات عاجلة تضع حد لهذا الانفلات الجنوني في الأسعار وتعيد للتاجر حسه الوطني والإنساني وللمواطن شيئا من كرامته.
ندعو إلى شراكة حقيقية بين الدولة والتجار وأن يخاف هؤلاء الله في شعب السودان فليس كل ما يربح يبارك، وليس كل سلعة تخزن تسمن صاحبها نريد مبادرات حقيقية لخفض الأسعار رقابة فعالة وتيسير لوصول السلع للمحتاجين حتى نرى وجوه العائدين تبتسم لا أن يكسوها الحزن والحسرة.
ننتظر تحركا فوريا ومعالجات مستعجلة وخططا آنية لمعالجة هذا الوضع الكارثي حتى يعود الناس إلى أحيائهم ويستقروا في بيوتهم ويستأنفوا عاداتهم الجميلة، وأفراحهم الصغيرة ونطمح لوضع خطط مستقبلية متكاملة للنظر للمستقبل واستدامة العيش الهنئ ، فالموت لم يعد فقط في جبهات القتال بل صار يسكن موائد الفقراء الخاوية.
ننتظرك سيدي رئيس الوزراء فمن لم يمت برصاص العدو في الحرب سيموت من الجوع.
ألا هل بلغت اللهم اشهد
ولنا عودة.
3 اغسطس 2025م
بالواضح فتح الرحمن النحاس مصير التمرد عبرة لمن يعتبر..مناطحة الجيش مهمة مستحيلة..لايغتر أحد بقوة يمتلكها
التضحيات التي بذلها الجيش القومي والمقاتلون تحت رايته في ميادين (معركة الكرامة)، تظل أكبر …