‫الرئيسية‬ مقالات المشاكل الأسرية أسباب وحلول . بقلم الدكتور ابوعبيده محمد السيد الكودابي
مقالات - ‫‫‫‏‫ساعتين مضت‬

المشاكل الأسرية أسباب وحلول . بقلم الدكتور ابوعبيده محمد السيد الكودابي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أما بعد :

من المعلوم ان الأسرة هي نواة المجتمع، فبصلاحها وتماسكها يكون صلاح المجتمع، وبخلافاتها وانقساماتها يكون فساد المجتمع، وتفرقه.

لذلك لابد لنا من معرفة اهم الأسباب التي تكون سببا في تصدع الأسرة، وهدم بنيانها، ومن ثم معرفة اهم انواع العلاج الاسري .

 

الأسباب:

1. سوء الاختيار بالنسبة للزوجين فالنبي صل الله عليه وسلم يقول: (فاظفر بذات الدين تربت يداك)، ويقول (إن جاءكم من ترضون دينه، وخلقه فزوجوه).

٢. فعدم اختيار الزوج المناسب والموافق للمطلب الشرعي يكون كفيل بخلق المشكلات مستقبلا لانه لايعرف حكم الشرع في المعاملة الزوجية والتي امرنا فيها بالمعاملة بالمعروف . قال تعالى: “وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ” (النساء: 19)، مما يدل على أهمية المعاملة الحسنة والتواصل الجيد.

 

2. الخلافات بسبب عدم مقدرة بعض الأزواج المالية التي تفي بمتطلبات الحياة او فقدان الرجل للقوامة كمن تزوج المرأة لاجل وظيفتها او مالها فسرعان ماينشب الخلاف بينهما.

3. غياب التقدير والاحترام:

عدم وجود تقدير واحترام متبادل بين أفراد الأسرة مما يجعل الأسرة تتصدع فالمرأة لاتحترم الرجل وهو لايقيم لها وزنا فلابد من احترامها اياه ولابد له من ان يكرمها .

لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي” (رواه الترمذي)، مما يدل على أهمية معاملة الأهل بالحسنى.

4.المشاكل الأسرية المتعلقة بالميراث:

1. عدم معرفة أو فهم النصيب المحدد لكل فرد من أفراد الأسرة وفق الشريعة الإسلامية.

فكل وارث له نصيب محدد وفق ما ورد في القرآن لقوله تعالى: “لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا” (النساء: 7).

 

2. الخلافات بين الورثة حول كيفية تقسيم الميراث بشكل عادل وفق الشريعة. فقد يطمع البعض في الميراث ويحب ان يأخذ اكثر من نصيبه كما أن في بعض العادات والمناطق تحرم المرأة من الميراث مما يسبب الشقاق بين أفراد العائلة فكل وارث حدد له الشارع نصيب قال تعالى: “يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ” (النساء: 11).

 

3. التأخير في تقسيم الميراث قد يؤدي إلى مشاكل وخلافات بين الورثة. فلابد من تقسيم الورثة مباشرة بعد الفراغ من تجهيز الميت ودفنه حتي لايدخل شئ من الإرث علي احد من أفراد الورثة دون الآخرين فيكون اكل حق غيره قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه” (رواه أحمد).

فلابد من إعطاء كل ذي حق حقه الا ما تركه عن طيب نفس .

 

الحلول:

 

1. تحسين التواصل

والاستماع الفعّال بإنصات وتفهم لمشاعر وآراء الآخرين.ووضع كلامهم موضع الاعتبار لاجل ان يكون هناك احترام متبادل في الأقوال والافعال

و التعبير عن المشاعر والاحتياجات بوضوح وبدون تردد.

 

2. التعاون والتخطيط المالي وضع ميزانية مشتركة والتخطيط المالي معًا. مراعاة لحال الأسرة في الإنفاق علي حسب الحاجة دون إفراط ولاتفريط

وان تكون بينهم الشفافية في التعامل المالي بين الزوجين.

 

3.تعزيز التقدير والاحترام بين أفراد الأسرة خاصة الزوجين و تقديم الشكر والتقدير للأعمال اليومية.

وكذلك الحفاظ على الاحترام والتقدير بين أفراد الأسرة. قال تعالي :”وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً” (الروم: 21)، مما يدل على أهمية المودة والرحمة في العلاقات الأسرية.

و قول النبي صلى الله عليه وسلم: “استوصوا بالنساء خيرًا” (متفق عليه)، مما يدل على أهمية معاملة النساء بالحسنى.

4. في مايتعلق بالميراث :

١- الالتزام بتقسيم الميراث وفق الشريعة الإسلامية كما هو موضح في القرآن الكريم والسنة النبوية ففيهما العدل والانصاف والا نتجازهما في تقسيم الميراث لعادة او لقانون وضعي فان الله قد أعطى كل ذي حق حقه وامرنا بالوقوف عند حدوده قال تعالى :

“تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ” (النساء: 13).

 

2. التوافق والتفاهم:

– السعي لتحقيق التوافق والتفاهم بين الورثة حول تقسيم الميراث، والاستعانة بالمتخصصين في المواريث إذا لزم الأمر لتحقيق العدل والانصاف بين الورثة ومن أجل الاصلاح ورفع الضرر

لقوله تعالى: “فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ” (الأنفال: 1).

 

3. التأكد من أن التقسيم يتم بالعدل والإنصاف وفق الأنصبة المحددة شرعًا فلايجوز البغي والاعتداء علي حقوق الآخرين لطمع دنيوي لقوله صلى الله عليه وسلم: “من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة” (رواه مسلم).

المشاكل المتعلقة بالميراث يمكن أن تكون معقدة وتحتاج إلى فهم دقيق للشريعة الإسلامية والالتزام بها. من خلال الالتزام بالشريعة والتوافق بين الورثة، يمكن تجاوز هذه المشاكل وتحقيق العدالة في تقسيم الميراث. الدليل من القرآن والسنة يوجهنا للعمل بالعدل والإنصاف في كل الأمور، بما في ذلك تقسيم الميراث.

الخاتمة:

المشاكل الأسرية يمكن أن تكون تحديًا، ولكن من خلال تطبيق الحلول المدعومة بالأدلة الشرعية، يمكن تعزيز الاستقرار والتوافق الأسري. التواصل الجيد، التقدير المتبادل، والتعاون في الأمور المالية جميعها أمور مهمة لبناء أسرة متماسكة ومستقرة.

‫شاهد أيضًا‬

اوشيك تبحث فرص التعاون مع الاتحاد الأفروآسيوي

على هامش مشاركتها في مؤتمر السياحة العلاجية المنعقد بالقاهرة، أجرت الدكتورة سامية أوشيك ال…