‫الرئيسية‬ مقالات تغوُّل الجاهلين          على فن الجمال بقلم ..محمد فتح الرحمن بشير
مقالات - ‫‫‫‏‫9 ساعات مضت‬

تغوُّل الجاهلين          على فن الجمال بقلم ..محمد فتح الرحمن بشير

 

bashir47@hotmail.com

 

ليس كلُّ من امتلك حاسوبًا وبرنامج تصميم يُسمّى “مبدعًا”،

غدت الفراسة في التصميم شكلًا يُباع، وبنفس القدر أصبحت الألوان تُخضَع لمزاجٍ عابر لا علم وراءه، أما الجمال، فقد أضحى سلعةً رخيصة تُشكَّل على عجلٍ، وتُستهلك على عجلٍ أكبر.

لقد أصبحنا نشهد في الفضاء البصري اختناقًا حقيقيًّا، حيث يعلو صراخ الشعارات على معانيها، وتغيب الهُويّة تحت ركام الزخرفة الفارغة. تُمنَح سلطة التشكيل لمن لا يُجيد القراءة البصرية، وتُسلَّم مفاتيح الهوية البصرية لمَن لا يفرّق بين الدلالة والزركشة ، و بين الخط والخطأ.

إن تصميم الشعارات ليس لعبًا بالأشكال، بل نحتٌ للمعنى، وتكثيفٌ لروح المؤسسة في ضربة بصرية واحدة. هو علم، يُزاوج بين إدراك اللون وعبقرية الفراغ، بين النسب الذهبية ونَفَس الفن. كيف يُعقل أن يتولّى هذا العلم مَن لا دراية له به؟ كيف نمنح لسان الصورة لمَن لا يتقن نُطقها، ولا يُحسن قواعدها؟

إن ما يحدث اليوم هو تغوّل صريح، لا على الفن وحده، بل على الذوق الجمعي، على هوية المدن، وعلى ذاكرة المؤسسات. حين يُعلَّق شعارٌ مشوَّه فوق مبنى عريق، فإنّ الانتهاك لا يطال الجدران، بل يطال المعنى، والتاريخ، والرسالة.

ومن العجب أن يُصادَر النقد باسم “الإبداع”، ويُحاصَر المتخصّصون بحجج السوق وسرعة الإنجاز، وكأنّ للجهل مبررات تسويقية! إن المجتمع الذي لا يحترم التخصص، لا ينتج جمالًا، بل يصنع صخبًا بصريًّا يُربك العين ويُهين الذوق.

لا بد من وقفة. لا بد أن نعيد الاعتبار لعلوم التشكيل، ولأهل الاختصاص الذين أفنوا أعمارهم بين نظريات التصميم وقواعد الخط والتكوين. لا بد أن نقول –بصوتٍ واضح– إن الجمال لا يُرتجل، وإن الشعارات ليست لُعبًا بيانية، بل أعلامٌ تُرفع، ورموزٌ تُعبّر عن أعماق ما لا يُقال.

إن اختزال الهوية البصرية في أدوات رقمية هو خيانة مزدوجة: خيانة للفن، وخيانة للمؤسسة التي يُفترض أن تعبّر عنها الصورة. فكما لا نُسلِّم الجراح مبضعًا إلا بعد دراسة وتدريب، كذلك ينبغي ألا نُسلِّم الخطَّ والألوان إلا لِمن شرب من منابع الجمال علمًا وممارسة.

ولذلك نقول .. لا تعطي الفراسة البصرية لمن لا يُبصر، ولا تُمكِّن من الألوان مَن لم يدرس لغتها، فالجمالُ فنّ، والفنُّ علم، والعلمُ مسؤولية.

‫شاهد أيضًا‬

بالواضح فتح الرحمن النحاس من لايشكر الناس لايشكر الله.. في عيد الجيش تعظيم سلام..للقائد ورفاقه الذين يديرون المعركة.. بكفاءة وحرفية قتالية فذة.. وللضباط والجنود في كل المواقع.. وللمقاتلين الراكزين في الميدان.. ولأرتال الشهداء الكرام البررة..!!

ماكان من الممكن أن يترك إنقلاب المليشيا المباغت في ١٥ ابريل ٢٠٢٣، القليل من الوقت أمام قيا…