اتجاه البوصلة  بقلم/ الجزولي هاشم   القوات المسلحة السودانية… مجد يتجدد في عيدها ال(٧١)

في وطنٍ تتقاذفه الأعاصير ويُختبر  كينونته، تبقى القوات المسلحة السودانية، هي السارية التي لم تسقط، والدرع الذي ما زال يتصدى للهجمة، مهما اشتد عصفها وتنوعت خناجرها. نُحييها اليوم، لا فقط لأنها جيش، بل لأنها *أسطورة شعب*، ورمز كرامة، وعنوان وطنية في زمن الانكسارات والتشظي.

القوات المسلحة لم تكن مجرد تشكيل عسكري، بل كانت *مدرسة في الانضباط، والتضحية، والعقيدة الوطنية*. رجالها يكتبون تاريخ السودان بالدم لا بالحبر، ويزرعون هيبة الدولة في أرضٍ كانت مهددة بالضياع. هم الذين رابطوا في الفشقة، ودافعوا عن الفاشر، وثبتوا عند الأبيض، واحتملوا فوق طاقتهم في الخرطوم، ولم تلِن عزيمتهم.

في عيدها، نرفع القبعات، ونحيّي العيون الساهرة، ونترحّم على الشهداء، ونشد على أيدي الجرحى، ونهمس في أذن الوطن: *من لا يعظم جيشه في وقت الحرب، لا يستحق أن ينعم بسلمه*.

قد تُحاصر الدولة سياسيًا، وقد يتخلى عنها بعض أبنائها، لكن الجيش ظل هناك، *عمود الخيمة، وسدّ الرمق الأخير*. ولولا القوات المسلحة، لانهارت الخرائط، وتمزقت السيادة، وسقط الحلم الوطني.

*سلامٌ عليكم في الخنادق، وتحية لكم من شعب لا يزال يُراهن عليكم في معركة الكرامة والبقاء.*