‫الرئيسية‬ مقالات عيد الجيش.. وفاءٌ للوطن  بقلم: حمد يوسف حمد
مقالات - أغسطس 15, 2025

عيد الجيش.. وفاءٌ للوطن  بقلم: حمد يوسف حمد

عيد الجيش.. وفاءٌ للوطن      بقلم: حمد يوسف حمد

في كل عام، يحتفل الشعب السوداني بعيد الجيش، لا كطقسٍ رسميٍ عابر، بل كيوم من أيام المجد والكرامة، نستعيد فيه سيرة الرجال الذين حموا الأرض، وصانوا العرض، وكتبوا بدمائهم تاريخًا لا يُمحى من وجدان الأمة.

فالجيش ليس مجرد مؤسسة عسكرية، بل هو الضامن الأول لسيادة الوطن، وحارس بواباته، وسور الأمة الذي لا يُخترق. هو رمز التضحية والالتزام، ومدرسة في الوطنية والانضباط، يعلّمنا أن حب الوطن لا يُقال فقط في الخطب، بل يُترجم بالصبر على الشدة، والثبات في الميدان، والنأي عن كل ما يفت في عضد البلاد.

يأتي عيد الجيش هذا العام في ظل تحديات جسام، تمر بها البلاد من أزمات سياسية، وانقسامات اجتماعية، وتدخلات خارجية تسعى لتفكيك ما تبقى من الدولة. ومع ذلك، فإن المؤسسة العسكرية – رغم كل الاستهداف والتشويه – ظلت عصيّة على الانكسار، متمسكة بواجبها الأسمى: حماية الوطن، دون انحياز أو تبعية.

وفي خضم الحروب والفتن، لم يتراجع جنود الجيش عن أداء رسالتهم، بل تقدموا الصفوف دفاعًا عن الأرض والشعب، غير آبهين بالمخاطر، ولا بالخذلان الذي طالهم من بعض النخب السياسية. ففي كل معركة يخوضها الجيش، يُكتب تاريخ جديد يُثبت أن بقاء الدولة مرهون ببقاء مؤسسة قوية، موحدة، ومهنية.

ولعل أجمل ما في عيد الجيش أنه مناسبة لتجديد العهد مع الشهداء الذين ارتقوا في سبيل الوطن، ولتكريم المصابين الذين ما زالت جراحهم شاهدة على بشاعة الحرب، ونُبل الموقف.

إن الوفاء للجيش لا يكون فقط بالتصفيق والخطب، بل بدعمه دعمًا حقيقيًا؛ بتجنيبه صراعات السياسة، وإبعاده عن التوظيف الحزبي، وضمان احترافيته واستقلاليته، وتوفير ما يحتاجه من عتاد وتدريب ومعنويات.

آخر الكلام:

وفي يوم عيده، نقول لجيشنا:

لكم المجد، أنتم من حملتم الوطن حين عجز الآخرون، أنتم من بقيتم واقفين حين تهاوت الجدران. لن ننسى، ولن نتخلى، وسنظل أوفياء لوعدكم بالحماية، ووفائكم للوطن.

كل عام وجيشنا بخير، كل عام ووطننا بأمان.

‫شاهد أيضًا‬

الهندي عزالدين  التحية لجيشنا العظيم ومنظومة الصناعات الدفاعية

ودّعنا فجر أمس ، من محطة السد العالي في “أسوان” الجميلة الرائعة ، ركاب القطار …