شئ للوطن م.صلاح غريبة – مصر خارطة طريق للإعلام السوداني: ضرورة ملحة لاستعادة الوعي وبناء المستقبل

Ghariba2013@gmail.com
تُشكل وسائل الإعلام مرآة الشعوب ولسانها الناطق، فهي القوة الناعمة التي تُسهم في تشكيل الوعي العام، وترسيخ قيم الانتماء، ودعم مسيرة التنمية. وفي ظل الظروف الراهنة التي يمر بها السودان، يصبح تطوير الإعلام الوطني ليس مجرد رفاهية، بل ضرورة قصوى وحاجة ملحة لاستعادة الثقة وتوحيد الصفوف. يمكن الاستفادة من التجربة المصرية في هذا الصدد، والتي أظهرت اهتمامًا كبيرًا بوضع خارطة طريق شاملة لتطوير منظومتها الإعلامية، مما يؤكد أهمية التخطيط الاستراتيجي في هذا المجال الحيوي.
تُعد التجارب العالمية في التعامل مع تحديات الإعلام نموذجًا يُحتذى به، حيث تتابع القيادة السياسية في البلد المعين، عن كثب تنفيذ توجيهات بوضع خارطة طريق لتطوير المنظومة الإعلامية. وقد تميزت هذه التجارب بعدة جوانب يمكن أن تكون بمثابة خارطة طريق للإعلام السوداني منها الشمولية والتكامل، فلم تقتصر خارطة الطريق على جانب واحد، بل شملت منظومة الإعلام بأكملها، من الصحافة والإذاعة والتلفزيون إلى الإعلام الرقمي. وهذا يضمن عدم وجود ثغرات في عملية التطوير، ويعمل على تآزر الجهود.
ضرورة إشراك الكفاءات المتخصصة، فلم يقتصر إعداد الخارطة على المؤسسات الإعلامية الرسمية فقط، بل تم إشراك خبراء من مختلف مؤسسات الدولة، والجامعات، ومراكز الأبحاث، وحتى علماء النفس والاجتماع. وهذا النهج يُضفي عمقًا أكبر للرؤية الإعلامية، ويجعلها أكثر ملاءمة للتغيرات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، مع التركيز على أهمية عقد دورات تدريبية وتثقيفية للعاملين في المجال الإعلامي بجانب التأهيل المستمر، وهذا ضروري لضمان الالتزام بأصول العمل الإعلامي، والتحقق من دقة المعلومات، ومكافحة الشائعات والأخبار المغلوطة التي قد تهدد استقرار المجتمع.
بجانب التجارب العالمية، يمكن للسودان أن يضع خارطة طريق خاصة به، تتماشى مع خصوصيته وظروفه، وتستهدف إعادة بناء الثقة، وتعزيز الوحدة الوطنية.
الرؤية والأهداف: يجب أن تكون الرؤية واضحة، وتستهدف إعلامًا وطنيًا مهنيًا، وموضوعيًا، يخدم قضايا الوطن، ويُسهم في التنمية المستدامة، ويعزز قيم السلام والتعايش.
التكامل والتعاون: لا يمكن لأي جهة منفردة أن تنهض بالإعلام السوداني. يجب أن يتم تشكيل لجان عمل مشتركة تضم ممثلين عن جميع المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، بالإضافة إلى خبراء أكاديميين، ومراكز دراسات، ومنظمات مجتمع مدني.
التشريعات والقوانين: من الضروري مراجعة وتحديث القوانين المنظمة للعمل الإعلامي، لضمان استقلالية وحرية الإعلام، مع وضع معايير مهنية وأخلاقية صارمة تضمن عدم الانزلاق نحو خطاب الكراهية أو التحريض.
الاستثمار في الكوادر البشرية: يجب التركيز على برامج التدريب والتأهيل المستمر للإعلاميين، مع الاستفادة من الخبرات السودانية الموجودة في الداخل والخارج. كما يجب إشراك الشباب وتأهيلهم لمواكبة التطورات التقنية في مجال الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي.
إن وضع خارطة طريق لتطوير الإعلام السوداني ليس مجرد خطوة إجرائية، بل هو استثمار في مستقبل الأمة. فإعلام واعٍ ومسؤول قادر على توحيد الصفوف، وتجاوز الأزمات، وبناء غدٍ مشرق.
إتجاه البوصلة. بقلم/الجزولي هاشم. ” قرار الحرب بيد الشعب وقواته المسلحة….. والسيادة خط أحمر
في زمن التزاحم على المنابر وتزوير الإرادة الشعبية، تظل الحقيقة الساطعة أن هذا الشعب هو صاح…