قبل المغيب عبدالملك النعيم احمد تكايا الخرطوم…ألم يحن يوم الشكر؟؟

2 سبتمبر 2025م
فكرة التكية وجمعها تكايا تعبير صوفي ينسب لأهلنا المشايخ وعرفناها باكرأ عند أهلنا في أبي حراز عند الشيخ دفع الله الناجي وعند شيوخنا عبدالرحمن عبد الله محمد يونس واسلافه..التكية هي الوعاء الذي يصنع ويوضع فيه الزاد ومن ثم تحولت الي الزاد نفسه وفي هذا حديث طويل…
ظهرت فكرة التكايا في ولاية الخرطوم بسبب احتلال المليشيا للولاية بكل مدنها وحصار الاهالي ومنعهم من الخروج فكان لابد لبعض الخيرين واصحاب الهمم أن يبادروا ويقضوا حوائج الناس بتوفير الغذاء والدواء فكانت أشهر تكية بمسجد شيخ الأمين بام درمان وتكية السيدة سوهند وود النمير ثم شمبات وام بدة باسماء مختلفة وخيرين كثر…كانت التكايا في معظمها تعتمد علي مواد غذائية نهبها المرتزقة من الاسواق والمخازن ولكنه فقه الضرورة طالما أنها استخدمت لأحياء أنفس بريئة وأحياء النفس مقدمة علي كل عبادة جزا الله كل من أحيا نفسا وقدم طعاما ودواءا في تلك الظروف القاسية خير الجزاء وان شاء الله في ميزان حسناتهم جميعا…
كانت الظروف التي نشأت فيها التكايا مبررة لقيامها ولجلب الطعام من اي جهة كانت وتقديمه للمحتاجين في تلك الظروف…وكل من كان في ولاية في ذلك الوقت كان محتاجا…لايوجد امن الا قرب التكايا ولا توجد حياة الا بها..هل إختلفت الظروف الآن؟ وتغير الحال نسبيا للأفضل؟ الإجابة نعم…
عقد مجلس الوزراء اجتماعه الاول في الخرطوم…طاف دكتور كامل إدريس علي العديد من المواقع…جاء الفريق ركن مهندس ابراهيم جابر علي رأس لجنة اعمار الخرطوم ومازال موجودا…جاء وزير الداخلية الي الخرطوم وتغير الوضع الأمني بالولاية الي الأفضل وتكاد تكون الجريمة قد تلاشت…تم افراغ المعتقلات.. جاءت عدد من الجامعات الي مقارها…المدارس وعدد من الوزراء…فتحت الكثير من الاسواق أبوابها ونشطت العملية التجارية…عاد بعض موظفي الدولة الي عملهم…قصدت بذلك أن أقول أن عملية تطبيع الحياة في الخرطوم تسير علي قدم وساق رغم مشاكل المياه والكهرباء وظروف المنازل التي اصبحت في معظمها غير قابلة للسكن..السؤال ألم تكن الظروف التي ادت الي قيام التكايا قد زالت؟؟ بالطبع الاجابة نعم…
لست بصدد اقتراح إلغاء التكايا نهائيا ولكن في تقديري يجب أن تختفي مظاهرها التي نري اليوم قبل الغد وقد جاء يوم شكر التكايا بأن تتحول من تكايا الي الجميع الي صدقات لذوي الحاجة الماسة من غير اعلان وقبول الصدقات رهين بإخفائها لكي تكون مقبولة لدي الله سبحانه وتعالي…
الجمهور الذي كان مستهدفا بالتكايا هو كل المواطنين المحبوسين بمختلف مواقعهم ووضعهم الاجتماعي أما الان وبعد عودة الكثيرين لأعمالها فالمطلوب ألا نجعل الناس يستمرؤون الكسل والاعتماد علي التكايا إنما يجب حثهم علي الانخراط في عملية الانتاج والكسب من عرق جبينهم وهذا يتم بتغيير طريقة عمل التكايا الي عمل خيري خفي كصدقات لفئات محددة بنص القرآن وما عداهم فاليضربوا في الأرض يبتغون رزقا حلالا وفضلا من الله ورضوانا…مظهر التكايا الان يعطي اشارة بان الحياة لم تعد كما هي عليه وربما يعطي اشارات خاطئة بأن مجتمع الخرطوم مازال جميعه محتاج والامر ليس كذلك…
هناك محتاجين ليس في ذلك شك وهناك من أثرت عليهم الحرب ولكنهم متعففين لا يسألون الناس آلحافا فعلي اصحاب التكايا الاتجاه والوصول الي هؤلاء المتعففين وسد حاجتهم في صمت..
كان مشهد رئيس الوزراء مؤخر في أحد التكايا ويقدم كيسا متواضعا جدا الي معاق يتوكأ علي مشاية منظرا غير موفق ابدا يدل علي غياب تام لمسؤول مراسم رئيس الوزراء..وقد أضر الاعلام بخطوة رئيس الوزراء بأكثر مما نفع..الرسالة الاعلامية تتطلب صناعة وبمهنية عالية وليس تصوير وإرسال.. رئيس الوزراء ليست له علاقة بتقديم كيس متواصع جدا وانما مسؤول عن تمويل ومساعدة اهل التكايا بما يستطيع…وعلي شباب التكايا تقديم الاكياس من غير تشهير للمحتاجين خاصة عندما يكونوا من ذوي الإعاقة…فالنقدم الشكر اليوم للتكايا المنقولة اعلاميا في ولاية الخرطوم ونتجه لمساعدة المحتاجين بطرق أخري…اما التكايا فالتستمر في كادوقلي والدلنج والفاشر الي حين أن يفك الله أسر أهلها…
:سلام عليكم اخي الكريم
الهندي عزالدين التحية لجيشنا العظيم ومنظومة الصناعات الدفاعية
ودّعنا فجر أمس ، من محطة السد العالي في “أسوان” الجميلة الرائعة ، ركاب القطار …