حسن النخلي يكتب التحليق وسط الزحام_الصين صنو السودان

لقد تحدثنا في أكثر من مقال عن أهمية العلاقات الخارجية لدولة السودان في كل الأحوال وخلق العلاقات الاستراتيجية ذات المديين البعيد والقريب، وضرورة الوضع في الحسبان المتغيرات العالمية على كافة الأصعدة السياسية منها والاقتصادية. وأوضحنا أهمية السودان لما يتميز به من الموقع الجغرافي وتعدد الموارد.
ولذلك، بحسب قراءات الواقع، فإن السودان قطر يملك كل مقومات الدولة التي تستطيع أن تكون حرة غير تابعة لأي منظومة عالمية في ظل حالة الاستقطاب الحاد التي يشهدها العالم اليوم.
ومن هذا المنطلق، فحسب وجهة نظر التحليق وبالتحليل للواقع، نجد الآتي فيما يختص بالحليف الاستراتيجي الرئيس للسودان:
1. _الولايات المتحدة الأمريكية_:
دولة تفتقر إلى المصداقية في العلاقات الخارجية مع دول العالم الخارجي، وليس لديها حليف حقيقي. وإنما علاقاتها مع الغير تقوم على الاستنزاف والابتزاز. وخير دليل على ذلك تعاملها مع دول الخليج قاطبة، وما حدث في قطر من استهداف للدوحة وخرق لكل المواثيق والقوانين الدولية من قبل إسرائيل.
2. _روسيا_:
تلك الدولة لا تغرنكم بتسليحها وعدتها وعتادها، فهي لا تهتم إلا بمصالحها وتعقد صفقات مع الولايات المتحدة ضمنيا دون المساس بمصالحها. وفي أي وقت يمكنها التنازل والمقايضة بأصدقائها على حسب توجهها نحو إعادة السيطرة على أوكرانيا. وما دون ذلك لا يعنيها في شيء. وما حدث في سوريا أكبر دليل. والتأريخ ملئ بالمفارقات والتقلبات في سياسات روسيا الخارجية .
3. _الدول الأوروبية_:
جملة برغم اتحادها فهي أشبه بالاتحاد العربي مع بعض الفروقات، فإنجلترا وفرنسا وألمانيا برغم وجود دولتين منهما في الاتحاد الأوروبي إلا أنها جميعا تسعى لإيجاد الذات واسترجاع نفوذها القديم بشتى الوسائل. وجميعها تركن بطريقة أو بأخرى لهيمنة اللوبي الصهيوني بواسطة الولايات المتحدة التي يسيطر على اقتصاداتها اليهود ومن ثم السياسات.
4. _الصين_:
ذلك المارد الذي ذاق الأمرين من الاستعمار والاضطهاد تعلم جيدا ووعي الدرس وسيطر اقتصاديا وفكريا على ثلثي العالم. فالصين لم تبن نفسها على حساب أحد من العالم ولم تكن دولة ذات نفوذ استعماري. واتسمت الصين بالصدق في العلاقات ومحبة الشعوب واحترام الذات، وهذا ما نحتاجه في السودان.
وما ذكرناه من تحليق نود أن نشير إلى أن الخروج من الوضع الحالي في السودان لا بد من صناعة وخلق علاقة استراتيجية مباشرة مع إحدى تلك الدول الكبرى . وقد بينا في التحليق بعض الإشارات العامة والتحليل. فعلى حكومة السودان قيام شراكة استراتيجية مع الصين، فالصين قوة اقتصادية كبرى وذات مصداقية في التعامل مع الدول، ويمكن للسودان أن يستفيد من خبراتها في التنمية والبناء دون المساس بسيادة السودان .
اللھم قد بلغت اللھم فأشھد وحفظ الله البلاد والعباد.
جيش واحد شعب واحد. ودمتم سالمين ولوطني سلام.
الاحد /14/9/2025
الهندي عزالدين التحية لجيشنا العظيم ومنظومة الصناعات الدفاعية
ودّعنا فجر أمس ، من محطة السد العالي في “أسوان” الجميلة الرائعة ، ركاب القطار …