‫الرئيسية‬ مقالات مضمار_الحقائق صحة_البيئة_بين_الواقع_والمأمول_(ج1)  د. موسى آدم عثمان الفولاني
مقالات - ‫‫‫‏‫3 أيام مضت‬

مضمار_الحقائق صحة_البيئة_بين_الواقع_والمأمول_(ج1)  د. موسى آدم عثمان الفولاني

مضمار_الحقائق  صحة_البيئة_بين_الواقع_والمأمول_(ج1)   د. موسى آدم عثمان الفولاني

المحافظة على البيئة التي نعيش فيها تعتبر من الابجديات التي لا ينكرها أحد بل هي أولى الأوليات التي يجب أن توضع في الحسبان. وجود البيئات الصحية والخالية من المهددات تُمهد للإنسان الطريق إلى التنمية والرفاه الإجتماعي وتأسيس حياة نوعية. فالبيئة بكل ما تحتويه من العوامل التي يمكن أن تلعب دورا إيجابيا أو سلبيات بحسب تعامل الإنسان مع البيئة وبقدر ما تقوم به جهات الاختصاص من إدارة البيئة بصورة متطورة بعيدا عن المنظور التقليدي لإدارة البيئة.

 

 فمصطلح إدارة صحة البيئة من المصطلحات ليست بالحديثة بل قديمة قدم التأريخ، فصحة البيئة تعني السيطرة والتحكم في العوامل الحيوية الفيزيائية والكيميائية وغيرها المهددات والمخاطر التي تضر بصحة وسلامة الإنسان. وجدت صحة البيئة الإهتمام الأكبر في الدول الغربية ساعد هذا الإهتمام بالارتقاء بالبيئة وصحة الإنسان وبنيت الحضارات بينما نحن لا نزال نبحث عن إدارة الأمراض المتخلفة والمهملة!!

 

في الغالب قد يتأثر الإنسان بالبيئة وتتأثر البيئة بالإنسان بما يمارسه من انتهاكات واعتداءات على البيئة مما يؤدي إلى كثير من المشاكل الصحية والمخاطر البيئية ولعل الإنسان له القدرة على إيجاد البيئة النظيفة والعكس بالعكس.

فالمشكلات الصحية المباشرة وغير المباشرة الناجمة من التعامل غير الرشيد مع البيئة كثيرة وعديدة لا يمكن أن نجملها في هذا المضمار ومن أهم تلك المشكلات انتشار الأوبئة والأمراض المرتبطة إرتباط كلي بتدني مستوى صحة البيئة، كما أصبحت الأوبئة الفتاكة ذات العلاقة بالبيئة واقعا أضر بصحة المجتمع لقد ظهرت في الآونة الأخيرة الأمراض المنقولة بالنواقل كالبعوض الذي تسبب في فاشيات حمي الضنك وأيضا فاشيات الكوليرا وتوطن أمراض بعينها لها إرتباط وثيق بالبيئة لذا نحتاج إلى صحة البيئة في كل المرافق العامة والخاصة وفي كل الموقع، مثلا نحتاج إلى:

– إدارة وتحسين صحة البيئة بالمؤسسات

– إدارة وتحسين صحة البيئة بالمدارس ومراكز ومعاهد تحفيظ القرآن الكريم

– إدارة وتحسين صحة البيئة بالأسواق

– إدارة وتحسين صحة البيئة بالمنشآت الصناعية

– أخري

فكل مرفق يجتمع فيه الناس يعتبر بيئة لأن تعريف البيئة هو كل ما يحيط بالإنسان ويؤثر على صحته وتوزيعه وأنشطته وللبيئة تعريفات أخرى كثيرة.

#هنا نقف لنطرح سؤالا، ما دور المجتمعات في إدارة صحة البيئة؟

حقيقة تعاني المجتمعات المحلية من المشكلات المرتبطة بتدني مستوى صحة البيئة والتي يلعب فيها المجتمع الدور الأكبر ومن بعد يأتي دور السلطات المختصة بإدارة صحة البيئة، بما ان تدني مستوى صحة البيئة من المشكلات المعقدة لا بد للمجتمع أن يعي المخاطر المحدقة بالصحة العامة حتى يتيسر له التعامل مع المشكلات فمن أكبر معوقات تشخيص المشكلة عدم الإلمام بالمشكلة. ويتمثل دور المجتمع في إدارة صحة البيئة على مستوى المجتمع في:

– التخلص السليم من النفايات والفضلات ويشمل: (عدم التخلص العشوائي من النفايات المنزلية ونفايات المحلات التجارية والصناعية، عدم التبول والتبرز في مجاري المياه وتحت الحوائط) ،

– الإهتمام بنظافة الساحات العامة وعدم جعلها مكبات للنفايات.

– التواصل مع السلطات المختصة وتشكيل اللجان الصحية المجتمعية.

أشير إلى أن الممارسات السالبة التي تؤدي إلى تدني مستويات النظافة والمناظر غير اللائقة وغير المقبولة حضاريا في الأسواق والطرق تعكس بصورة جلية أننا ما زلنا في تخلف وفي ذيل الأمم!!

#ماذا يعني أن تجد حائط أسود اللون من آثار التبول؟!

#ماذا يعني أن ترى البراز في قارعة الطريق؟!

#ماذا يعني إنبعاث الروائح الكريهة من مجارى مائي؟!

#ماذا يعني مشاهدة مخلفات الحيوانات متناثرة في الأسواق والطرقات؟!

 #ماذا يعني إنتشار النفايات في زقاق وفي كل شارع وفي كل سوق؟!

#ماذا يعني تدفق المياه في الطرقات وجريانها مسافات؟!

#ماذا تعني أن ترى مجري مائي وفيه ماء داكن اللون؟

#ماذا يعني إن تحاصرك أسراب البعوض أو الذباب؟

#هل يعني هذا أننا أمة متحضرة تنشد الحضارة وصناعة التغيير فالمجتمع الذي لا يستطيع أن يتخلص من نفاياته وفضلاته بطريقة صحيحة لا يستطيع أن يبني حضارة أو يصنع التغيير. هذه سلوكيات مشاهدة ليست في القرى أو الفرقان بل في المدن وعواصم الولايات.

*إذاً متى يتغير الحال وما هو دور متخذي القرار في الارتقاء بمستويات صحة البيئة بالسودان؟* هذا ما سنجيب عليه في المضمار التالي بإذن الله تعالى.

‫شاهد أيضًا‬

الهندي عزالدين  التحية لجيشنا العظيم ومنظومة الصناعات الدفاعية

ودّعنا فجر أمس ، من محطة السد العالي في “أسوان” الجميلة الرائعة ، ركاب القطار …