حديث الساعة إلهام سالم منصور الإعيسر: الكلمة لا تقل قوة عن الرصاصة

في بورتسودان، المدينة التي صارت مركز ثقل الدولة السودانية في هذه المرحلة التاريخية، شهد مكتب وزير الثقافة والإعلام والسياحة الأستاذ خالد الإعيسر يوماً حافلاً باللقاءات التي جمعت بين الميدان والإعلام، بين السلاح والكلمة، في لوحة تعكس وحدة الهدف وتماسك الصف الوطني.

إسناد القوات المسلحة

في اللقاء الأول، استقبل الوزير لجنة إسناد القوات المسلحة ومتحركات حرب الكرامة بولاية شمال كردفان، حيث ناقش معهم المجهودات الكبيرة التي قامت بها اللجنة خلال الفترة الماضية، والبرامج التي تنتظر الدعم والرعاية. رحّب الإعيسر بأعضاء اللجنة وأكد حرصه على أن تظل وزارته شريكاً أصيلاً في إسناد معركة الكرامة.

من جانبه، وصف رئيس اللجنة صلاح حمدتو مخرجات الاجتماع بأنها طيبة ومبشّرة، مشيداً بدور الوزارة ومؤسساتها في تعزيز الصمود الوطني عبر الإعلام والثقافة. وقد ضمّت اللجنة في عضويتها كلاً من خالد عبد الوهاب وعبد الرحيم أبو البشر.

الإعلام الولائي

أما اللقاء الثاني فكان مع ممثلي أجهزة الإعلام من الإذاعة والتلفزيون بالولايات. لقاءٌ مختلف في طبيعته، لكنه متصل بالمعركة ذاتها. فقد أكد الوزير أن الإعلام الولائي هو لسان حال المواطنين ومرآة قضاياهم، وهو خط الدفاع الأول في مواجهة الشائعات وتزييف الحقائق.

وقال الإعيسر خلال اللقاء: “إننا ندرك تماماً أن الكلمة لا تقل قوة عن الرصاصة، وأن معركة السودان اليوم تحتاج إلى إعلامٍ وطنيٍ حر، يُنير العقول ويشد من أزر المقاتلين ويصون وحدة الوطن.”

كما شدّد على أهمية تمكين الإعلاميين عبر صرف مستحقاتهم المتأخرة، والاهتمام بأوضاعهم المهنية، موضحاً أن المرحلة المقبلة ستشهد دفعة قوية للإذاعات والتلفزيونات الولائية حتى تضطلع بدورها في معركة الوعي على أكمل وجه.

بين الكلمة والسلاح

من خلال هذين اللقاءين، تتضح بجلاء رؤية الوزير الإعيسر: أن الحرب ليست معركة عسكرية فقط، بل هي معركة وعي ومعركة إعلام ومعركة ثقافة. فالسلاح يحمي الأرض، والإعلام يحمي العقول، وكلاهما يلتقيان في معركة الكرامة دفاعاً عن الوطن.

رسالة وطنية

إن ما جرى في بورتسودان اليوم يؤكد أن السودان يخوض معركة وجود لا تقبل التراجع ولا المساومة. معركةٌ لا تُخاض بالبنادق وحدها، بل تُخاض بالكلمة الحرة، بالصوت الصادق، وبالثقافة التي تحافظ على هوية الوطن وتماسك نسيجه الاجتماعي.

إنها رسالة تقول: الوطن يُبنى حين تتضافر الجهود، حين يلتقي صوت الجندي في الميدان مع صوت الإعلامي في الأثير، وحين يدرك الجميع أن الكرامة والسيادة مسؤولية جماعية.