خليل فتحي خليل يكتب…. لمياء متوكل… امرأة استثنائية من طينة الملكات ونخلة سودانية تتحدى السرطان وتزرع الأمل

في عالمٍ يموج بالأسماء والأضواء العابرة، تظل لمياء متوكل نجمة مختلفة؛ لا تلمع فقط في السماء الإعلامية، بل في القلوب أيضًا. فهي امرأة استثنائية تجسد المعنى الحقيقي للجمال السوداني الأصيل: مزيج من الصلابة والرقة، ومن العطاء والشموخ، ومن الإيمان بالحياة رغم قسوتها.
لمياء ليست مجرد إعلامية ناجحة، بل حكاية سودانية من نور وصبر، تشبه النخلة التي تنحني حين تشتد العواصف لكنها لا تنكسر. من صوتها الدافئ الذي يملأ الأثير، إلى كلماتها التي تسكب الطمأنينة في النفوس، ظل حضورها الإنساني والإعلامي متفردًا يلامس كل من يستمع إليها أو يراها.
لكن خلف هذا البريق، تخبئ لمياء فصلاً بطولياً من حياتها، حين واجهت مرض السرطان بشجاعةٍ نادرة وإيمانٍ عظيم. لم تكن معركتها سهلة، لكنها لم تنكسر، ولم تسمح للمرض أن ينتزع منها ابتسامتها أو رسالتها. قاومته بابتسامة صافية، وبقلبٍ مفعمٍ بالإصرار والأمل، حتى كتبت لنفسها فصلاً جديدًا عنوانه “الحياة أقوى من الألم”.
تعافت لمياء متوكل، لكنها لم تكتفِ بالشفاء الشخصي، بل حولت تجربتها إلى رسالة وطنية وإنسانية، فكانت في مقدمة المبادرات التي تدعو إلى التوعية ودحر السرطان في كل ولايات السودان.
سافرت، تحدثت، ألهمت، ونشرت الوعي بأن الاكتشاف المبكر ينقذ الأرواح، وأن الدعم النفسي جزء لا يتجزأ من رحلة العلاج.
أسست مبادرات إنسانية لنشر ثقافة الوقاية، وجعلت من قصتها منارة أملٍ لنساء كثيرات واجهن المرض نفسه، فوجدن فيها القدوة والمُلهمة والأخت الكبرى التي تمسك بأيديهن نحو التعافي.
تقول لمياء دائمًا في حديثها:
> “السرطان ليس نهاية، بل بداية جديدة لحياةٍ تعرف فيها معنى القوة الحقيقية والإيمان.”
تلك الكلمات التي خرجت من قلب التجربة أصبحت شعارًا إنسانيًا يلهم الكثيرين، وعبارة ترددها كل من مرّ بتجربة مشابهة.
لمياء متوكل جسدت المعنى الأجمل للأنثى السودانية التي تجمع بين القوة والحنان، بين الوعي والجمال، وبين الإعلام والرسالة الإنسانية.
وفي كل مبادرة أو فعالية، تراها تزرع الأمل بابتسامتها، وتمنح الحياة لونًا ورديًا مشعًا بالحب والرحمة.
ولأنها مؤمنة بأن الكلمة مسؤولية، ظل صوتها الإعلامي يحمل رسائل التوعية والمحبة والسلام، ويُذكّر الناس بأن الإعلام ليس ساحة استعراض بل مساحة لبناء الإنسان.
وميزة لمياء أنها تمثل الوطن في كل ملامحها: بساطة الريف، وعمق المدينة، وكرم النيل، وشموخ النخلة التي لا تملّ من العطاء.
لمياء متوكل ليست فقط إعلامية ناجحة، ولا فقط ناجية من مرضٍ خبيث، بل رمز إنساني حيّ للأمل والإصرار، ووجه مشرق من وجوه السودان التي تُضيء الطريق أمام الأجيال.
هي أنثى من طين الوطن، من عبق الحقول ورائحة المطر، تحمل في عينيها رسالة سلام، وفي قلبها طاقة حب تكفي لتغمر البلاد.
نعم، لمياء متوكل… نخلة سودانية لا تهزمها الرياح، ولا يطفئ بريقها المرض، لأنها من طينة الطيبات اللواتي وُلدن ليكنّ ضوءًا، يبددن الظلام بالكلمة، ويزرعن الأمل في أرضٍ عطشى للفرح والحياة.
حديث الكرامة كالوقي ..بشاعة المجازر تهز صمت المنابر الطيب قسم السيد
يبدو أن السودان قد احكم خطته لتعزيز مساره الدبلوماسي، بنهج فاعل ومؤثر،عبر المنابر الدولية …





